تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية

د / إسراء محمد
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية؟
يجب ترك تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية لأخصائي الصحة العقلية فقط.
فقد يكون من المغري تقييم شخص نرجسي، ولكن في الواقع تتجاوز النرجسية بعض السلوكيات أو المواقف من المستحيل على شخص لم يتم تدريبه وتعليمه رسميًا إجراء التشخيص المناسب.
حتى بالنسبة لأخصائي الصحة العقلية قد لا يكون من السهل في بعض الحالات تشخيص النرجسية هذا لأنه من النادر أن يقوم شخص مصاب بالنرجسية بطلب المساعدة أو التحدث بصراحة عن أفكاره أو حتى حضور جلسة علاجية.
تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية
كما ذكرنا في المقدمة، تشخيص النرجسية يحتاج لأخصائي نفسي بارع لأن تشخيص النرجسي ليس بالأمر السهل. فكيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية؟
- الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSm
- الفحص الجسدي
- فحص الحالة العقلية
- اضطرابات الشخصية الأخرى المتعلقة بالنرجسي
- الجرد السريري متعدد المحاور MCMI-III) من Millon
- الفحص الدولي لاضطراب الشخصية IPDE
- استبيان تشخيص الشخصية
مفصل لكل وهذا واحدة منها:
- الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSm
في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الإصدار الخامس -تعريف اضطراب الشخصية النرجسية على أنه يشتمل على نمط واسع الانتشار من العظمة (في الخيال أو السلوك)، والحاجة المستمرة للإعجاب، ونقص التعاطف.
كما يتضح من وجود 5 على الأقل من المعايير التسعة التالية:
- شعور كبير بأهمية الذات
- الانشغال بأوهام النجاح غير المحدود، أو القوة، أو التألق أو الجمال أو الحب المثالي
- الاعتقاد بأنه شخص مميز وفريد ولا يمكن فهمه أو الارتباط به إلا من قبل أشخاص أو مؤسسات خاصة أو رفيعة المستوى
- حاجة للإعجاب المفرط
- الشعور بالاستحقاق
- السلوك الاستغلالي بين الأشخاص
- قلة التعاطف
- الشعور بالحسد من الآخرين أو الاعتقاد بأن الآخرين يغارون منه أو منها
- مظاهرة للسلوكيات أو المواقف المتعجرفة والمتغطرسة
- الفحص الجسدي
يمكن أن يتسبب المرض الجسدي أحيانًا في ظهور أعراض تشبه أعراض المرض العقلي، ويمكن أن يساعد الفحص البدني في معرفة ما إذا كان هناك شيء آخر، مثل اضطراب الغدة الدرقية أو مشكلة عصبية، يمكن أن يلعب دورًا أخر في ذلك.
لا يرتبط اضطراب الشخصية النرجسية بأي خصائص جسدية محددة؛ ومع ذلك، فإن العواقب الجسدية لتعاطي المخدرات، والتي غالبًا ما يرتبط بها اضطراب الشخصية النرجسية، قد تظهر أيضًا عند الفحص.
- فحص الحالة العقلية
)يعد فحص الحالة العقلية MSE) جزءًا مهمًا من عملية التقييم السريري في الممارسة العصبية والنفسية، إنها طريقة منظمة لرصد ووصف الأداء النفسي للمريض في وقت معين، تحت مجالات المظهر، والسلوك، والمزاج، والتأثير، والكلام، وعملية التفكير، ومحتوى الفكر، والإدراك، والبصيرة.
الغرض من فحص الحالة العقلية هو الحصول على وصف مقطعي شامل للحالة العقلية للمريض، والذي عند دمجه مع معلومات السيرة الذاتية والتاريخية للتاريخ النفسي، يسمح للطبيب بإجراء تشخيص وصياغة دقيقين، وهو أمر مطلوب من أجل تخطيط علاج متماسك.
يتم جمع البيانات من خلال مجموعة من الوسائل المباشرة وغير المباشرة: الملاحظة غير المنظمة أثناء الحصول على معلومات السيرة الذاتية والاجتماعية، والأسئلة المركزة حول الأعراض الحالية، والاختبارات النفسية الرسمية.
)الأمريكية للصحة NIH). ويستند إلى التجارب الميدانية في جميع أنحاء العالم.
)تحتوي كل وحدة DSM-IV ™ وICD-10) على استبيان فحص IPDE ومقابلة شبه مُنظَّمة من IPDE.
DSM-IV ™ وICD-10) على استبيان فحص IPDE ومقابلة شبه مُنظَّمة من IPDE.
- استبيان فحص IPDE
- يقيم وجود اضطراب في الشخصية.
يتميز بمستوى قراءة للصف الرابع وتنسيق ذاتي الإدارة ونمط استجابة بالاختيار
مقابلة شبه منظمة
يسمح التنسيق بإجراء مقابلة سريرية طبيعية لا تزال تفي بمتطلبات التقييس والموضوعية.
يعيّن تشخيصًا محددًا أو محتملًا أو سلبيًا لكل اضطراب في الشخصية
يحتوي كتيب النتائج على صفحة لكل من 11 اضطرابًا في الشخصية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (10 في التصنيف الدولي للأمراض – 10)
اضطراب الشخصية النرجسية
وهو اضطراب مزمن وشامل في الشخصية ولهُ صفاته وملامحه السلوكية، ويصنف كواحد ضمن عشرة اضطرابات للشخصية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في هذا الاضطراب يتضخم فيه شعور الشخص بأهميته وتتولد لديهِ حاجة ماسة لأن يكون موضع الإعجاب عند الجميع، وتتدنى لديهِ مشاعر التعاطف مع الآخرين،
ويستعمل المصطلح أيضاً بمعنى حب الذات الطبيعي والاعتيادي المقبول والمطلوب، في قضايا تربوية وحقوقية وقانونية، مثل التعبير عن الذات وحقوقها وحقوق الطفل والمرأة والأقليات والشعوب، وقد يؤدي الظلم والاضطهاد إلى جروح نرجسية عميقة وردود فعل
النرجسية في التحليل النفسي
كان فرويد أول من استخدم مصطلح النرجسية من الناحية النفسية، واستخدمه بمعنى محدد وهو أن لدينا جميعاً رغبات نرجسية أو حب الذات، وهي طبيعية ومن الضروري إشباعها، وأنها تشكل مرحلة من النمو تتطور فيما بعد إلى حب الآخرين، وفي حال عدم إشباع هذه الرغبات يحدث الانكفاء على الذات والتثبت عند مرحلة حب الذات الأولى.
وقد طرح كاوت وكيرنبير التفاصيل عن مفهوم النرجسية المرضية من وجهة نظر تحليلية وأنها نتيجة لعلاقة باردة غير متعاطفة وغير ثابتة مع الأبوين في مراحل الطفولة الأولى، وأنها تعويض مرضي على تلك المرحلة، وبين كيرنبيرغر أن اضطراب النرجسية الشديد لا يمكن علاجه بينما يمكن علاج الحالات المتوسطة أو الخفيفة.
اضطرابات الشخصية في الطب النفسي
اضطرابات الشخصية في الطب النفسي تقسم إلى ثلاثة مجموعات :
تضم المجموعة الأولى:
- الشخصية الشكاكة Paranoid
- والشخصية الفصامية Schizoid
- والشخصية ذات النمط الفصامي Schizotypal .
وتضم المجموعة الثانية:
الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial
والشخصية الحدودية Borderline
والشخصية النرجسية Narcissistic
والشخصية الهستريائية Histirionic .
وتضم المجموعة الثالثة:
الشخصية الاعتمادية Dependent
والشخصية القلقة التجنبية Avoidant
والشخصية القهرية Obsessive
وتتميز كل شخصية بصفات محددة وسلوكيات ويبدو أن الشخصيات في كل مجموعة لها بعض القواسم المشتركة لذلك تم تصنيفها معاً.
واضطرابات الشخصية تشخص في المحور الثاني للتشخيص
أما المحور الأول فهو يضم التشخيص المرضي العيادي مثل الاكتئاب أو القلق وغير ذلك..
بينما في محور التشخيص الثاني توضع اضطرابات الشخصية وحالة الذكاء مثل التخلف العقلي بدرجاته المتنوعة.
التشخيص
هذا الاضطراب يتطلب وجود عدة صفات وسلوكيات وهذه الصفات والسلوكيات قد تكون مستعصية ومزمنة وبعد عمر 18 سنة قد تؤدي إلى مشكلات ومعاناة وصعوبات في التكيف الاجتماعي ومن هذه الصفات والسلوكيات
– تضخيم قيمة الذات وميزاتها ومهاراتها.
– الانشغال بخيالات النجاحات الباهرة، القوة، الذكاء، الجمال، الحب المثالي.
– الاعتقاد بأنه شخصية متميزة وأنه لا يفهمه إلا المتميزون ولا يتعامل إلا مع المتميزين.
– يتطلب الإعجاب والإطراء دائماً.
– يعتقد أنه يستحق الامتيازات وأن يعامل بشكل متميز واستثنائي.
– يستغل الآخرين
– يغار من الآخرين كثيراً أو يعتقد أن الأخرين يغارون منه.
– متبجح ومتغطرس في سلوكه وكلامه.
-الإحساس بالضعف، أنه غير مرغوب فيه
-عدم تقبل النقد والغضب الشديد من النقد واللوم
-عدم تحمل الإحباط
-الانسحاب الاجتماعي أحياناً
-صعوبة التعاون مع الآخرين
-مشكلات مهنية
-البحث عن الاهتمام وإثارة الانتباه
-مشكلات في العلاقات الشخصية.
الاضطرابات المصاحبة
- الاكتئاب
- التدخين الكثيف واحياناً الإدمان على المخدرات
- القمه العصبي.
- يمكن للشخصية الهيستريائية، الحدودية، المضادة للمجتمع والشكاكة أن تترافق معها ”انطوائية
الاسباب
حالياً لاتزال أسباب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروفة على وجه الدقة ولكن هناك عدة نظريات وتفسيرات تشرح سبب نشوئها ومنها:
-حساسية مفرطة منذ الولادة.
– التدخل الزائد من الأهل والتقييم المفرط منهم.
– الإعجاب الزائد وغير الواقعي من الأهل.
– السلوك غير المتوازن وغير المتوقع من الأهل.
– الإيذاء النفسي للطفل.. حيث يساهم ذلك في تكوين ردود فعل خاصة واهتمام زائد بالذات وبحبها.
-الإطراء الزائد من الكبار للصفات الجسمية أو غير الجسمية للطفل.
-التشجيع الزائد للسلوك الجيد والتوبيخ الزائد للسلوك السيئ.
– من الوجهة التحليلية النفسية هناك علاقة مضطربة مع الوالدين حيث يفشل الأبوان في بناء علاقة متعاطفة مع الطفل، وهذا يؤدي إلى شعور الطفل بأنه غير مهم وأنه غير مرتبط بالآخر، ويولد ذلك اعتقاده بأن لديه عيوباً في شخصيته تجعله دون
العلاج
يوجد في علاج اضطرابات الشخصية النرجسية عدة طرق مختلفة ويتمحور العلاج النفسي بشكل أساسي
ولا يوجد أدوية معينة خاصة بهذه الحالة ولكن هناك بعض مجموعات الأدوية العامة قد تفيد في علاج حالات الاضطراب من هذا النوع مثال مضادات الاكتئاب لتحسين الحالة المزاجية.
وأهم أنواع العلاج النفسي الذي يمكن تقديمة: العلاج المعرفي السلوكي: حيث يهدف لاكتشاف الافكار والسلوكيات الخاطئة واستبدالها بأخرى صحية.
العلاج الأسرى: حيث تشترك الاسرة كلها في الجلسات بهدف التعرف على المشكلات ومواجهتها. العلاج الجماعي: حيث يتقابل المريض مع أخرين يعانون من نفس المشكلة بهدف تبادل الخبرات. العلاج يتطلب صبر ووقت طويل لأن الشخصية بمكوناتها تترسخ في الأنسان بمرور الوقت ويكون الهدف القصير المدى هو التعامل مع المشكلات الخاصة بالإدمان أو ضعف الثقة بالنفس والهدف طويل المدى أن يتم تغيير القناعات والسلوكيات وإعادة تشكيل الشخصية. تغيير نمط الحياة
لا يُمكن الحديث عن التجارب بمعزلٍ عن الدروس المستفادة منها، وحتى عن طبيعة الأثر الذي تتركه عند الآخرين؛ وعليه كيف هو الأمر مع “ألم تجربة العلاقات مع المصابين باضطرابات الشخصية النرجسية “؟ ولنُجيب على ذلك يتعين علينا أن نستذكر مقولة أمين معلوف في رواية الهويات القاتلة: “في كلّ خُطوة في الحياة، نُصادفُ إحباطا وخيبة وإهانة. فكيفَ لا تُصبح شخصيتُنا مُمزّقة؟”
إن المصاب باضطراب الشخصية النرجسية يتسم بعدم القدرة على إقامة عُلاقات سوية مع الآخرين، والآخرين يعانون من صعوبات في إقامة علاقة معه، غير أن الفارق بأن المضطرب بالشخصية النرجسية، لا مشكلة لديه في ذلك، بينما بالنسبة للمحيطين به فهو العكس، وأحياناً يدفعون الثمن غالياً.
سمات الشخصية النرجسية
- هل الشخصية النرجسية تستمتع باللعب على مشاعر الاخرين؟
هناك اعتقاد بأن الشخصية النرجسية تستمتع باللعب على مشاعر الآخرين، ولكن في حقيقة الأمر أن الشخص النرجسي لا يتلذذ باللعب في مشاعر الآخرين كما يُقال؛ الشخص النرجسي بالمعنى الحقيقي، هو شخص برّاق المظهر، معطوب الداخل؛ هو فعلياً يحاول إخفاء العطب الداخلي لديه بالحفاظ قدر المستطاع على بريقه الخارجي وصورته أمام الآخرين، وأحياناً بالمحاولة بإيذائهم أو التقليل منهم.
- صفات الشخصية النرجسية كما تبدو من الخارج
صاحب الشخصية النرجسية يبدو من الخارج بالنسبة لنا:
- ساحر بكيانه وشخصيته، والكاريزما الخاصة به
- يحب أن يبهر غيره ويثير إعجابهم وأن يُمدح ويعلو في صورته من قبل الأشخاص من حوله سواء كانوا الشريك، الأبناء، أو الزملاء في العمل.
لكن إذا لم يتحقق ذلك، ولم يأخذ الانطباع الذي يحلم به من الآخرين، أو تم نقده بصورة سلبية، فهو يتعب، يتألم، ويشعر بالضيق ويفهم أن هؤلاء الأشخاص قد أساؤوا له فعلاً، وأحياناً يسعى إلى الانتقام منهم ويكون شديد العداء لهم، وقد يؤذيهم أيضاً.
وهذا ما يُسمى بالجرح النرجسي، فهو فعلياً لا يشعر باللذة بذلك، إنما هي ردة فعل طبيعية لديه في محاولة اخفاء أو إصلاح عطبه وضعفه الداخلي، وليس رد متزن وموضوعي اتجاه الانتقاد أو الإساءة المفترضة الموجهة نحوه.
من هم ضحايا العلاقات السامة؟
يطلق على الاشخاص الذين يتعاملون مع الشخصية النرجسية بضحايا العلاقات السامة، إذ من يرتبط بشخص لديه واحد من الاضطرابات التالية:
- الشخصية النرجسية
- الشخصية الحِدية
- والشخصية السيكوباتية إلى حدٍ ما
فهذه تجعل من علاقاتهم مع الآخرين مصنفة على أنها تمتص الآخر، وتمزق حقوقه، وعليه، يجب ألا يتوقف دور الطبيب أو المعالج النفسي على صاحب هذا الاضطراب وإنما تمتد لتشمل كافة المحيطين به.
لذلك من يلجأ إلى العيادة هو المشتكي والمتضرر، وليس بالضرورة الشخص المصاب، وهذا المشتكي هو الأقرب بأن يصاب بالجنون بسبب هذا الشخص.
دور الأطباء النفسيين في التعامل مع ضحايا الاشخاص النرجسيين
- تشخيص الشخصية النرجسية
قد تأتي إلى العيادة سيدات مضطهدات من قبل أزواجهن النرجسيين، أو يأتي أبناء يشعرون بالاكتئاب من شخصية آبائهم النرجسية، وبالرغم من أن المريض أو المراجع يصف أحداث أو مواقف تصف شخصيةً نرجسية، إلا أنه ليس من دور الطبيب النفسي أن ينطق بكلمة ‘النرجسية’ وأن يجزم بها دون أن يتم تشخيص وفحص هذه الشخصية طبياً، كما أنه ليس من دور الطبيب النفسي أن يبدي رأيه الشخصي في الخيارات الاجتماعية الخاصة للمراجع، كخيار الاستمرار في العلاقة أو انهائها مثلاً. فالطبيب النفسي فقط يسعى إلى تقوية الضحية، ويساعدها على إدراك المواقف غير الصحية التي قد يقع بها في هذه العلاقة، وإعلامها أن هذه المواقف قد تساهم في تآكل صحتها النفسية شيئاً فشيئاً، وبعدها يستطيع الشخص أن يقرر مجرى علاقته بنفسه.
لذلك وجب التنويه ألا نطلق على شخص أنه نرجسي بشكل عشوائي، ونعتمد هذا المصطلح دون الفحص والتدقيق أو التشخيص من طبيب نفسي، فلا يكفي الاستماع إلى حلقات على موقع يوتيوب أو إلى حلقة إذاعية للجزم أن الشخصية التي نتعامل معها نرجسية.
أما الطفل القاصر إذا لاحظ الطبيب النفسي أنه في علاقة مسيئة من أمه أو أبيه، فهنا دور الطبيب النفسي يكمن أيضاً في إبلاغ مؤسسة حماية الأسرة لأن الطفل لا يستطيع هنا الدفاع عن نفسه وحمايتها
من هم ضحايا الاشخاص النرجسيين؟
- الشريك النرجسي
حتى نتمكن من تحديد شريحة ضحايا الشخصية النرجسية لابد من الإشارة إلى أن الشخصية النرجسية لا تقتصر على العلاقات العاطفية فقط إنما في حقيقةً الأمر هي أوسع من ذلك: فيوجد أب نرجسي، ابن نرجسي، أو مدير نرجسي
التثقيف العام السطحي بموضوع الشخصية النرجسية يقتصر فقط على الشريك النرجسي، وعلى تشجيع الطرف الآخر على الفرار من هذه العلاقة سريعاً.
ولكن في كثير من الأحيان يكون لدى الشخص سمات أو خصال نرجسية، ولا يُشخص ‘باضطراب الشخصية النرجسية’ وهنا يستطيع الطرفين المحافظة على سير العلاقة برسم الحدود بينهم واحترامها.
- الاب او الام النرجسيين
أما إذا كان الأب أو الأم ذوي شخصية نرجسية في العائلة، فهذا يرُجح تربية الشخصية النرجسية لدى الأبناء، فيتربى الطفل على تلبية جميع طلباته وعلى عدم التعاطف مع غيره، وقد يفقد التعاطف يوماً اتجاه والديه أيضاً. وقد تتعقد الأمور أكثر وأكثر؛ فيكون الابن امتداداً للشخصية النرجسية ولكن بنفس الوقت ضحية لشخصية أحد والديه النرجسية
- الشخصية النرجسية في بيئة العمل
وحتى في ظروف العمل قد تظهر الشخصية النرجسية، فيكون الشخص معطوب ومقهور، ويحاول تصحيح صورة ذاته بالتعدي على ناس أضعف منه في ظروف العمل، فنراها مثلاً في مدير لم يستطع تحقيق ذاته في العمل، فيذهب للتقليل من شأن موظف آخر، خاصةً إذا كان ضعيف الشخصية ليرفع من ذاته، ويرى نفسه بصورة أفضل.
في نطاق العمل كذلك، يوجد ما يُسمى بمتلازمة الغطرسة (Hubris Syndrome) بحيث يكون الشخص قد وصل إلى منصب مهم وجديد، ويحب أن يُسمى باللقب الجديد وأن يُمدح من غيره، وهو لا يستقبل تغذية راجعة سلبية اتجاهه، وعادة تظهر عند رؤساء الدول والمؤسسات والمشاهير.
الأعراض التي يشعر بها ضحايا الشخصية النرجسية
هناك نطاق واسع من المعاناة النفسية التي قد تلحق بضحية الشخصية النرجسية، اي الشخص الذي يتعامل مع الشخصية النرجسية.
- القلق،
- الاكتئاب،
- الشعور بعدم الأمان،
- الشعور بالإهانة،
- وقد تصل الأمور إلى أعراض صحية وبدنية تؤثر بالضحية.
ومن الجدير بالذكر أن الشخصية النرجسية تحاول فصل الشريك عن الآخرين، كالأقارب، الأهل والأصدقاء، لعزل الدعم النفسي الذي قد يحصل عليه الشريك من الحلقة حوله.
كيف نحمي انفسنا من الشخصية النرجسية ؟
لحماية أنفسنا يُنصح دائماً عندما يشعر الشخص أنه في علاقة غير سوية، أن يقوم بالإخبار عن العلاقة التي يعيش بها لأصدقائه وأهله، ومشاركتهم ومشاورتهم لجمع الآراء التي قد تؤدي إحداها إلى السعي إلى المساعدة، وايجاد الحلول الاجتماعية التي لا يستطيع الطبيب النفسي إبداء رأيه فيها، فلا نسمح للألم الصامت المنعزل عن الآخرين، بل نشارك شبكة الدعم الخاصة بنا لمساعدتنا في هذا الموضوع، ورؤية الأمور بوضوح.
مسؤولية الشخصية النرجسية عن أفعالها
مضطّرب الشخصية بالنسبة لعلم النفس هو مريض ولكن بالنسبة للمجتمع والقانون هو شخص لا تسقط عنه الأهلية. هو اضطراب يمتد من جذور نشأة هذا الإنسان، ونحن نتعاطف معه إلى حدٍ ما ونحاول كافة جهودنا أن نعاونه، مع العلم أننا أيضاً قد نتأثر منه، ومن يعانون من هذه الاضطرابات هم ليسوا فاقدين للأهلية، ومسؤولين عن أفعالهم، ويتعين عليهم تحمل تبعاتها، وفي بعض الأحيان عند الوقوف على القانون وردود أفعال الناس هي السبب الأخير الذي يأتي بهذا الإنسان للعلاج؛ لأن هؤلاء الأشخاص، وتحديداً من يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أو الشخصية السيكوباتية لا يعانون بالضرورة ولكنهم يصطدمون بالمؤسسات، القانون، وعلاقاتهم مع الزملاء في العمل، وهذا ما يجعلهُ أساساً يلبي دعوة العلاج؛ ببساطة لأنه يعتقد بأنه أفضل من الناس.
هل الشخصية النرجسية تحب؟
بعد سرد كل ما يعانيه ضحايا المتعاملين مع الشخصية النرجسية، من المهم أن نظهر بأن هنالك شخصيات جاذبة للشخصية النرجسية، فالشخصية الاعتمادية بشكل عام هي أكثر شخصية جاذبة للشخصية النرجسية، ففي البداية تنبهر بالشخصية النرجسية، وتُعجب بها، ثم تصب العاطفة والآمال عليها وتبني الحماية والثقة من خلال علاقتها مع الشخصية النرجسية.
الشخصية النرجسية خطر على الصحة النفسية والجسدية
صاحب الشخصية النرجسية دائما ما يرسم صورة عن نفسه تملؤها العظمة والفوقية، ويكون في حاجة للأضواء طوال الوقت.
القدرة على تقديم النفس، الاهتمام بأدق التفاصيل الشخصية بدافع حب الذات أو الأنانية والسعي بشكل متواصل لتلبية كل الاحتياجات والرغبات، إنها مميزات الشخصية النرجسية التي ربما تكون الوحيدة في هذا النوع من الشخصيات التي تعاني من مشكلات نفسية وعضوية
فدائما ما يرسم صاحب الشخصية النرجسية صورة عن نفسه تملؤها العظمة والفوقية، ويكون في حاجة للأضواء طوال الوقت، وينظر للآخرين على أنهم دمى يقتصر دورهم على إشباع حاجاته ورغباته، كما أنه يتقبل بصعوبة الانتقادات ولا تبتعد الصورة التي ترتبط في أذهان العامة عن الشخصية النرجسية عن التوصيف العلمي، فهو هذا الشخص المغرم بنفسه، وإن كان الخبير يزيد على ذلك أنه “يعاني عجزا في تقبل الآخرين وصعوبة في التأقلم مع أشخاص آخرين، ما يجعله يشعر على المدى البعيد بالعزلة والوحدة”.
ولا يتسامح النرجسيون مطلقا مع الإحباط أو أي موقف لا يتوافق بالكامل مع توقعاتهم، ويعانون من صعوبة في الشعور بأحاسيس مثل التعاسة والحاجة العاطفية والضعف، ويقيمون المواقف على مبدأ كل شيء أو لا شيء، ولا يدركون مشاعرهم الحميمة وحاجاتهم العميقة على نحو جيد. التي توجه له أو الآراء المغايرة لمعتقداته
وتعد هذه أهم سمات الشخصية النرجسية، وفقا لخبير الصحة النفسية فيدل استايري، أحد أعضاء رابطة “الأطباء النفسيين بمدريد”. ووفقا للخبير فإن النرجسي هو شخص توقف تطوره النفسي عند مرحلة الطفولة، والتي يدور فيها الكون حول رغباته الشخصية.
ويقول الخبير إن المشكلة تظهر عندما لا تنجح شخصية الطفل في تجاوز تلك المرحلة
إما لمشكلات الهجر والإهمال أو الفتور العاطفي للأهل أو شعوره بأنه منبوذ، الأمر الذي يصيبه بـ”جمود” في القدرة على التطور نحو النضوج.
ويتابع: “الشخص النرجسي هو طفل لم تحترم مشاعره، والصعوبة التي يواجهها في التعامل مع مشاعر مثل خيبة الأمل يفسرها الافتقار إلى الدعم العاطفي”.
وإلى جانب المشكلات التي تعاني منها الشخصية النرجسية في إقامة علاقات مع الأشخاص وفي محيط العمل والأسرة وأعراض الاكتئاب والعوز العاطفي، قد يتعرض هؤلاء الذين يعانون من نرجسية مبالغ فيها أو مرضية لآثار سلبية على صحة الرجال.
وقد كشفت دراسة أجراها الطبيبان النفسيان سارا كونراث بجامعة ميتشجان وديفيد رينهارد بجامعة فيرجينيا عن أن الذكور الذين يعانون من النرجسية قد يتعرضون لمشكلات صحية، إلى جانب تلك التي يعانون منها في علاقاتهم.
وشمل البحث دراسة 106 طلاب من الجامعة، والدور الذي تلعبه النرجسية والنوع في زيادة نسب الكورتيزول، الهرمون الذي يمكن قياسه بعينة في اللعاب، وهو مؤشر على التوتر النفسي