الأدمـــانالمقالاتد / امل الهاتوني

الانترنت – مستقبل جيل ( 1 ) دور الأسرة

د / أمل الهاتوني

وبناءا على متطلبات العصر وما استجد من تكنولوجيا غيرت أوجه الحياة تطلب منا أن نضع استراتيجيات لمجابهة هذا التحدي العظيم

وضعت هنا بعض الاستراتيجيات لمواجهة هذا الادمان وتحويله من نقمة لنعمة وتحويل مدمني الانترنت إلى علماء يوجهون الأمة للخير والاستفادة من هذا التطور

وعي الأسرة هو البداية

الأسرة هي  البداية لكل شيء 

فالتربية السليمة والتنشئة الصحية هي أولى أسباب خروج أجيال سوية نفسيا .

لذلك يجب الاشارة هنا على أهمية دور الأسرة في تنشئة جيل قادر على الاستمتاع بما توفر لديه من امكانيات لم تكن توفرت لأجيال سابقة ، وجعل تلك التكنولوجيا والتطور في صالحه لا سبب شقاءه ومعاناته.

ولهذا كان هذا الفصل يتضمن ما يجب على الأسرة ادراكه لمواكبة تطورات العصر والاستفادة منها حتي يخرج الجيل القادم قادر على قيادة الأمة نحو مستقبل أفضل .

وكما سبق أن ذكرنا في الفصول السابقة ما يمكن للإنترنت أن يفعله بحياتنا من :

  • سهولة ويسر للحياة وسرعة لتلبية متطلباتنا
  • أيضا يمكنه أن يهدر هذا الوقت الذي يقتصده لنا ، ويمتد ضرره لتدمير الحياة بأكملها إذا لم نعي ذلك .

وبناء على كل ما سبق طرحه من أضرار لسوء استخدام الانترنت أو الوصول لمرحلة الادمان يمكننا أن نوجه الأسرة بدورها للقيام ببعض المهام التي تجعل الأبناء ( جيل المستقبل ) قادر على مواصلة حياته بيسر التكنولوجيا ومواكبة التطور والاستفادة منها من خلال بعض الاستراتيجيات التي يضعونها نصب أعينهم :

أولا :  استراتيجية الأسرة   ….   

  •   وحدة الأسرة والحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة :

لقد كانت الأسرة سابقا تحيا حياة بسيطة مهما كانت طبقتها الاجتماعية ، وكانت الأسر تحافظ على بعض العادات الخاصة بنظام حياتها الروتيني اليومي

لكننا الآن ومع عصر السرعة والانترنت فقدنا كثير من تلك المظاهر ، ولذلك من أهم أسباب نجاح استراتيجية الحفاظ على وحدة الأسرة كهيكل اجتماعي يمثل كيانه اللبنة الأولى للمجتمع ككل ، ويكون الحفاظ عليه حفاظ على هيكل المجتمع وبناء أفراده هو رؤية لمستقبل هذا المجتمع الكبير نقدم تلك المقترحات لدعم دور الأسرة في حياة الجميع ( الآباء / الأبناء )

  1. الطعام :

الحفاظ على تناول وجبات طعام تحضرها كل أفراد الأسرة يساعد على اللقاء اليومي والمستمر.

ولكن يجب مراعاة بعض الأمور هنا حتي لا نفقد قيمة الطعام معا :

  • عدم استخدام الهاتف ( اتصالات ) للآباء أو ( مشاهدة / لعب ) للأطفال .
  • جعل وقت الطعام وقت استمتاع بصحبة أفراد الأسرة وتجاذب أطراف الحديث السريع عن الأحوال العامة .
  • الحفاظ على وجبات الطعام المنزلية الصحية .
  • تناول وجبات جاهزة أحيانا ولكن مع الحفاظ على الاجتماع الأسري لتناولها معا .
  •  الأنشطة المنزلية :

توزيع مهام المنزل بين جميع أفراد الأسرة يساعد على فهم :

  • العمل الجماعي
  • تحمل المسئولية
  • تنمية مفهوم المساعدة والواجبات
  • القضاء على وقت الفراغ والملل
  • المساواة : فتقاسم المسئولية يجعل الجميع متساوي في القيام بواجباته .
  • زيادة الوعي بمفهوم الحقوق والواجبات
  • الترفيه :

وهناك أشكال متعددة للترفيه ولا يجب هنا أن نقيد أنفسنا بأن الترفيه مكلف ، بل نجعل مفهوم السعادة يأتي من خلال اسعاد أنفسنا بالبساطة وليست الميزانيات المرهقة التي تؤدي بالنهاية للفشل وعدم الحصول على الترفيه

لذلك هناك بعض الاستراتيجيات التي تجعلنا نسعد بأوقاتنا دون ارهاق مالي :

  • اللعب الجماعي :
  • بلاي ستيشن
  • ألعاب مكعبات ( للأطفال الصغار )
  • ألعاب ورقية : بنك الحظ / الكروت ” بها أنواع متعددة ”  / مونوبولي
  • شطرنج / دومينو
  • مشاهدة الأفلام :
  • مشاهدة أفلام تناسب أعمار أفراد الأسرة مع جو من الدفء الأسري
  • وبعض من الفشار والمثلجات لخلق أجواء المرح والعادة
  • الرحلات :

رحلات بسيطة حسب القدرة المالية

  • زيارة أماكن أثرية / سياحية ( المتاحف / المزارات )
  • حدائق عامة
  • رحلات نيلية / بحرية
  • زيارة مدن جديدة ( ترفيه / ثقافة )
  • التنزه :

وهذا يعني الخروج المفتوح حسب المعتاد في الأسرة :

  • المشي
  • تناول الفطار / الغداء / العشاء بالخارج
  • التسوق ( في الاطار المقبول وغير المرهق ماديا )
  • تناول المثلجات
  • مشاهدة السينما / المسرح
  • مشاهدة عروض السيرك
  •  ممارسة الرياضة :
  • وهنا يجب التركيز على مفهوم أن ” الرياضة للجميع “
  • فلا يجب اقتصار ممارسة الأنشطة الرياضية على الأبناء والاباء مشاهدون فقط .
  • بل يجب غرس قيمة وأهمية ممارسة الرياضة للصحة الجسدية والنفسية على السواء .

فأغلب الأسر في وطننا العربي يذهبون مع أبنائهم لممارسة الأبناء الرياضة ثم هم متفرجون ، فنجد الأجيال تعودت على أن الرياضة مقتصرة على الصغار ، فحتي إذا مارسها الطفل ، ينمو والقيمة هنا غير مضبوطة كاملة ، ويهمل الرياضة في سن الشباب كمفهوم اقتصارها على الصغار.

ومشاركة الآباء الرياضة مع ابنائهم سيجعلها جزء لا يتجزأ من مفهوم الحياة نفسه ولا يمكن الاستغناء عنه في أي مراحل العمر المختلفة ، مما يؤدي لتجنيب الجميع الكثير من المشاكل الصحية والنفسية .

  •  الحوار

لغة الحوار والنقاش : هي اللغة التي يجب أن تسود في بيوتنا بين الآباء والأبناء ، وهذه اللغة الحوارية هي التي تجنب الأبناء الكثير من المشاكل ، فبها يتابع الآباء مشاكل أبنائهم ويكون لديهم القدرة على مساعدتهم لحل تلك المشكلات وتخطيها بل والقدرة على مواجهة تحديات الحياة بوجد هذا الجانب من الدعم الأسري ما ييسر الحياة على الأبناء .

ونشدد هنا على أهمية هذا الجانب في حياة الطفل من الصحة النفسية والشخصية السوية ، فكل المشاكل والاضطرابات أساسها عدم وجود مثل هذا الحوار البناء والهادف ومشاركة الأسرة هموم ومشاكل أبنائها وتقديم الدعم اللازم  .

  •   ثانيا : استراتيجية العائلة ( صلة الرحم )

من أهم المفاهيم التي يجب التعامل معها بحب واحترام هي مفهوم العائلة الكبيرة وصلة الرحم ، فالعائلة هي المجتمع الاصغر لنا وهي السند والدرع والأمان ، وكذلك الاطار الذي يجد فيه الشخص متنفس لمشاركة الأهل الأفراح والأحزان على السواء

وبناء عليه يجب وضع بعض المهام التي يجب الحفاظ عليها :

  1. اللقاء الدوري :
  2. لقاء أسبوعي : مع الجد / الجدة
  3. المناسبات والمواسم : الأعمام / الأخوال وأسرهم : وهذا يساعد الأطفال على لقاء أقرانهم والاندماج واللعب معهم وتقوية أواصر صلة الرحم .
  • الزيارات الفردية :

اللقاءات الفردية بين الأسر الصغيرة لتقوية أواصر العائلة وتماسكها

  • السفر :

تمضية وقت الترفيه في المصايف / المشاتي  بين أسر العائلة يزيد مساحة الوقت الذي يقضيه الكبار والصغار على حد سواء معا خارج اطار البيت ، والتسلية والترفيه يزيد الاستمتاع والخروج من تحت وطأة الضغوط اليومية للحياة ما يعطي مزيد من تحسن الحالة المزاجية للفرد ما يجعله يعود لضغوط العمل والحياة من جديد بمزيد من القوة التحمُلية والقدرة على حل المشكلات بعدما قضي وقت استرخاء واستمتاع .

  •  ثالثا : استراتيجية الأصدقاء :

يجب على الأسرة الانتباه لأصدقاء أبنائهم سواء أصدقاء من ( المدرسة / النادي / الحي السكني / الأصدقاء الوهميين ” أصدقاء التواصل الاجتماعي ”  )

ولأن ”  الخل على شاكلة خليله “ يجب على الأسرة الانتباه الدائم لنوعية الصداقة التي تتكون بين أبنائهم وأقرانهم .

فتأثير الصديق أقوى شيء في حياة المرء خاصة مرحلة الطفولة والمراهقة .

ومتابعة الأخلاقيات والسلوكيات بشكل دوري مستمر والحديث مع الأبناء عن أصدقائهم ومعرفة كل ما يدور معهم مع اعطاءهم أيضا مساحة من الخصوصية  واحترامها بما لا يضر حياتهم .

وكما للأصدقاء من تبعات ( حسنة / سيئة ) نجد أن عدم وجود مثل تلك الصداقات تعني الخلل في علاقات الأبناء ويجب الانتباه لها وسببها حتي لا ندخل في اضطرابات نفسية من عزلة ووحدة أو انسحاب اجتماعي وأيا كان ما يواجهه الطفل مع أقرانه يجب العلم به ومتابعته عن فهم ووعي بما يحدث وتوجيهه بشكل سليم وواعي .

واذا واجه الآباء مشكلة ما مع أبنائهم ولم يستطيعوا التعامل معها ، يجب عليهم الاسراع وطلب المساعدة من متخصص حتي لا تتفاقم المشاكل وتؤدي لخطر أكبر .

ويجب على الأسرة التركيز على الاهتمام بتكوين أبنائهم صداقات قوية سليمة في :

  • المدرسة
  • النادي
  • الجيران
  • مراكز تنمية الهوايات
  •  رابعا : استراتيجية المدرسة :

يبدأ الأطفال حياتهم المدرسية بين ( 4 / 6 سنوات ) ما يعني أنه لا يزال لا يستوعب كل ما يدور حوله كاملا .

وهنا يأتي دور الأسرة بمتابعة الأبناء في مدارسهم والاهتمام بهذا الوقت الكبير الذي يقضيه أبنائهم في المدارس .

وهذا الاهتمام والمتابعة ليست فقط دراسية بل يجب فهم كل ما يدور مع الأبناء :

داخل سور المدرسة من :

  • علاقات الطفل بأصدقائه
  • علاقاته بمدرسيه
  • مستواه الدراسي
  • مستواه الأخلاقي وسلوكه مع الجميع
  • الحالة الصحية خلال اليوم الدراسي وبعد العودة إلى المنزل
  • الاهتمام بالتغذية الصباحية وأثناء المدرسة وبعد العودة
  • الأنشطة ( البدنية / الفنية / الطلابية ) ومدى مشاركة الطفل بها والاندماج مع الأصدقاء

ثم وبعد العودة إلى المنزل

  • متابعة شعور الطفل تجاه المدرسة والتعليم والطرق التعليمية
  • متابعة وفهم شكل العلاقة مع المعلمين والأصدقاء
  • متابعة درجة اندماجه مع الأنشطة المدرسية
  • متابعة اهتمام الطفل بواجباته ومذاكرة دروسه
  • مستوي التحصيل العلمي لدروسه

الآباء والمدرسة :

ويأتي أيضا دور الأسرة تجاه أبنائهم بمتابعة الطفل في المدرسة من خلال :

  • التواصل المستمر بينه وبين معلميه
  • التأكد من مشاركة الطفل بما تقوم به المدرسة من مهام للطلاب وأنشطة وواجبات
  • جعل الطفل دائما بمظهر لائق ( العناية البدنية ” النظافة الشخصية ” / العناية بالملابس)
  • الأنشطة والهوايات :

الفراغ والملل هما من أولى أسباب الادمان والاضطرابات الأخرى ، لذلك كانت الأنشطة والهوايات بجانب الحوار الأسري من أهم دعائم الصحة النفسية والشخصية السوية.

ومعرفة ما هي الهوايات التي يحبها الطفل وجعله يمارسها مع بعض الأنشطة الأخرى ستجعل لوقته قيمة وهدف وتساعده في ملئ فراغه بأهداف حقيقية واقعية .

هذه الأنشطة تجعله مندمج بحياة واقعية ويفعل بها أهداف وضع خطط لتنفيذها ثم وصل بمجهوده لتحقيقها ما يعني سعادة النجاح والوصول سعادة حقيقية صحية .

إن استكشاف الهوايات والمواهب داخل الطفل يجعله شخص مبدع فهو سيفعل ما يحبه ويبرع فيه ، ما يجعله مفيد لنفسه ، وسعيد بما ينجزه من أعمال وما يطمح الوصول إليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى