اخر واهم الاخـــــبارالصحه النفسيةد / امل الهاتوني
أخر الأخبار

سلسلة مقالات ( اسلام نفسي )

د / أمل الهاتوني

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ ) رواه الترمذي

وهذا القول يشير إلى الأثر الإيجابي للابتسامة على النفس وعلى الآخرين من الناحية النفسية، كما يمكن تلخيص العلاقة الصحية للابتسامة كالتالي:

1. تحسين الحالة النفسية: الابتسامة تحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يعزز الشعور بالسعادة والراحة النفسية ، لذا فإن تبسم الإنسان يعزز حالته النفسية ويقلل من التوتر والقلق.

2. تعزيز العلاقات الاجتماعية: الابتسامة تعكس الود والانفتاح مما يسهم في بناء علاقات إيجابية ومتينة مع الآخرين حيث إنها إشارة غير لفظية تدل على حسن النية والرغبة في التواصل الإيجابي.

3. نشر الإيجابية بين الناس: عندما يتلقى الشخص ابتسامة فإنه يميل إلى الاستجابة بالمثل، وهذا يمكن أن ينشر الطاقة الإيجابية في البيئة المحيطة مما يعزز التواصل الفعّال وروح التعاون.

4. دعم الصحة الجسدية: الابتسامة تُخفف من مستويات التوتر، وتحسّن من صحة القلب، وتقوّي جهاز المناعة مما يجعل الشخص أقل عرضة للأمراض المتعلقة بالتوتر.

إذن، الابتسامة ليست فقط عمل خير تجاه الآخرين، بل هي أيضًا تعود بالفائدة على صحة الشخص النفسية والجسدية، مما يجعل هذا الحديث النبوي الشريف يحمل دلالات عميقة في علم النفس والاجتماع.

ابتسم فإنه لابتسامتك أثر ايجابي على صحتك الجسدية والنفسية وعلى محيطك بل ولك ثواب أيضا بها فهي جسر يعبر بك للأخرة

واستكمالا للحديث فإن هناك علاقة إيجابية للابتسامة على الفرد والمجتمع:

1- تأثير الابتسامة على الدماغ

• الابتسامة تنشط مناطق معينة في الدماغ مرتبطة بالمشاعر الإيجابية حتى الابتسامة المصطنعة يمكن أن تحفز إفراز الإندورفين وهو مسكّن طبيعي للألم، مما يجعل الإنسان يشعر بالسعادة ويقلل من مستويات التوتر.

• كما أن الابتسامة تحفز إفراز الأوكسيتوسين، وهو هرمون يساعد على تعزيز مشاعر الثقة والارتباط بين الناس.

2- الابتسامة كوسيلة للتواصل غير اللفظي

• الابتسامة تعد من أقوى أشكال التواصل غير اللفظي حيث تساهم في نقل المشاعر بشكل فعال من دون الحاجة إلى كلمات فعندما يرى الآخرون الابتسامة يتلقون رسالة ضمنية بأنك متفهم، ودود، ومنفتح للتواصل.

• هذه الرسالة اللطيفة تجعل من الأسهل بناء الثقة خاصة في البيئات الاجتماعية أو المهنية.

3- التأثير العدوى للابتسامة

• الابتسامة معدية عندما يبتسم أحدهم يميل الآخرون إلى رد الابتسامة بشكل لا إرادي هذه الظاهرة تحدث بسبب ما يسمى بـ “الخلايا العصبية المرآتية” في الدماغ التي تجعلنا نتفاعل عاطفياً مع ما نشاهده في تعابير وجوه الآخرين.

• هذا يعني أن ابتسامة واحدة يمكن أن تنتشر في مجموعة من الناس، مما يخلق جواً إيجابياً ومرحاً.

4- التأثير الاجتماعي للابتسامة

• الأشخاص الذين يبتسمون بشكل متكرر يميلون إلى أن يكونوا أكثر قبولاً في المجتمعات، ويعتبرون أكثر ودية وسهولة في التعامل ، وهذا يساعد على بناء شبكات اجتماعية أقوى وتشكيل روابط صداقة متينة.

• في العمل أو في العلاقات الاجتماعية، يمكن للابتسامة أن تخفف من حدة النزاعات وتساهم في تحسين التواصل وحل المشكلات.

5- الابتسامة كوسيلة لزيادة الثقة بالنفس

• الابتسامة تساهم في تعزيز الثقة بالنفس.عندما يبتسم الشخص فإنه يعكس صورة إيجابية عن نفسه مما يعزز من تقدير الذات ويقلل من القلق الاجتماعي وهذا بدوره يساعد على تحسين الأداء في اللقاءات الاجتماعية أو حتى في مقابلات العمل.

6- الابتسامة وتأثيرها على الصحة البدنية

• إضافة إلى الفوائد النفسية تشير الدراسات إلى أن الابتسامة تؤثر على الصحة البدنية أيضًا. إنها تخفض من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، وتزيد من فعالية الجهاز المناعي، مما يعزز من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

• الابتسامة أيضًا تقلل من ضغط الدم، وتساعد في استرخاء العضلات، مما يجعل الجسم في حالة استرخاء أكبر.

7- التأثير الروحاني والديني للابتسامة

• من منظور ديني يعزز الحديث النبوي على أهمية الابتسامة كـ عبادة خفية وصدقة لا تحتاج إلى مجهود مادي، لكنها تترك أثراً عميقاً على النفس والمجتمع.

• إدراك الشخص أن تبسمه هو نوع من الصدقة يجعله أكثر حرصاً على ممارسة هذه العادة الطيبة بشكل مستمر، مما يعزز من جودة العلاقات الإنسانية في المجتمع.

• الحفاظ على مثل تلك العادات التي انبثقت من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هي الصحة النفسية لعلاج المجتمع الاسلامي مع الجزاء والثواب ، ما جمع بين حياة المجتمع المتفائلة والأكثر بعدا عن الأمراض النفسية والأخرة لما لفعلها من ثواب يثابه الفرد .. هكذا كانوا يعيشون .

8- الابتسامة كوسيلة للتغلب على الصعاب

• في الأوقات الصعبة أو في مواجهة الأزمات يمكن أن تكون الابتسامة مصدرًا للقوة والمرونة النفسية إنها تساعد على إبقاء الأمل، وتذكر الشخص بأن الأوقات الصعبة ستمر، مما يمنحه القوة للاستمرار ، وكانت الأمثلة من الغرب على ذلك من خلال كيف واجه مريضي السرطان مرضهم بالانغماس في الشعور بالسعادة مما جعلهم يستطيعوا محاصرة المرض والتغلب عليه .

الابتسامة ليست مجرد تعبير عاطفي، بل هي أداة قوية يمكن أن تُستخدم لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وتقوية العلاقات الاجتماعية، وبناء مجتمع أكثر تماسكًا وإيجابية.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

د / أمل الهاتوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى