التشخيص والمعايير لـ كرب ما بعد الصدمة

د / رحمة صلاح
أشكال التشخيص:
إن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة قديمة ربما قدم وجود الإنسان حيث ذكرت مرارا في الروايات التاريخية فعلى سبيل المثال :
- من قبل صموئيل بيبس الذي شهد حريق لندن الكبير في 1666م.
إذ يكتب بعد مدة نصف سنة من الكارثة في مذكراته: “كم هو عجيب أني لا أستطيع الآن النوم ليلا دون أن ينتابني خوف كبير من النار، في هذه الليلة بقيت مستيقظا حتى ما يقرب من الساعة الثانية صباحا لأنني لم أستطع التخلي عن التفكير بالنار.”
لم يلاقي اضطراب ما بعد الصدمة في الطب الاهتمام الكافي إلا في الآونة الأخيرة فقط
فلقد صاغ العالم النفساني الألماني إميل كريبلن في نهاية القرن 19 مصطلح «عصاب الخوف» لوصف الأعراض التي ظهرت عند ضحايا الحوادث والإصابات الخطيرة خاصة ضحايا الحرائق، أو الخروج عن قضبان السكك الحديدية والاصطدام بالقطارات.
ولقد وصفت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في وقت مبكر من قبل أحد تلامذة سيغموند فرويد ألا وهو إبرام كاردينر.
ولم يجد الاضطراب مدخلا إلى التشخيص إلا في عام 1980م في الدليل الأمريكي المعتبر دوليا
المنشور من قبل الرابطة الأمريكية «دليل التشخيص DSM III» للطب النفسي والذي توجد نسخة منقحة منه الآن “دليل التشخيص DSM IV ” ، حيث تم سرد المتلازمة كشكل من أشكال اضطرابات الخوف.
معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا للتصنيف الدولي للأمراض :
من أجل التشخيص وفقا لمعايير التصنيف الدولي للأمراض يجب أن تتواجد لدى المريض المعايير التالية :
- إن الشخص المعني قد تعرض لحادث ذو تهديد استثنائي أو كارثي على مدى مدة قصيرة أو طويلة
- هذا الحادث كان من شأنه أن يتسبب عند أي شخص آخر تقريبا حالة من اليأس العميق
عند توفر واحدة من الحالات التالية:
- كون المصدوم يتذكر الحدث الصادم باستمرار
- تتولد لديه مرارا حالة صدمة بسبب الأفكار الإقتحامية المتمثلة بتذكر حادث الصدمة الأولى (صدى الذكريات واجترار الذكريات، والأحلام أو الكوابيس)
- الإحساس بالمحنة عند الولوج في الحالات التي تتصل أو التي تشبه ظروف الصدمة
الشخص يتجنب الظروف (القائمة فعليا أو المحتملة) التي تشبه ظروف الصدمة مع توفر واحدة على الأقل من المعايير التالية:
- عجز جزئي أو كامل في تذكر بعض الجوانب الهامة من تجربة الصدمة المرهقة
وجود الأعراض المستمرة للإثارة ولزيادة الحساسية النفسية حيث يجب أن تتحقق اثنين على الأقل من الميزات التالية:
- صعوبة الدخول في النوم، أو الأرق
- زيادة الإحساس بالمباغتة
- التحفز واليقظة المفرطة
- صعوبة في التركيز
- الهيجان ونوبات الغضب
- يجب أن تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ستة أشهر بعد وقوع الحدث المجهد أو بعد فترة الإجهاد (مثلا بعد مدة من السجن)
- يرافق ذلك في كثير من الأحيان الانسحاب والانعزال الاجتماعي
- وتواجد شعور من الخدر والبلادة العاطفية واللامبالاة إزاء الأشخاص الآخرين فضلا عن تعكر المزاج
إذا استمرت الأعراض المزمنة لاضطراب ما بعد الصدمة لسنوات عديدة يمكن تشخيص تغيير دائم في الشخصية بعد إجهادات استثنائية
معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية:
معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية DSM IV 1996
- واجه حادث صدمة نفسية وهي :
- المواجهة الأولى : في ان يكون الشخص نفسه أو أشخاص آخرون مقربون منه على وشك الموت أو تحت التهديد بالسلامة الجسدية (موضوعية)
- رد الفعل : الخوف الشديد، والعجز أو الرعب (ذاتي)
- عودة معايشة الحدث المستمرة على شكل
- معاودة الذكريات المؤرّقة والمزعجة (الصور، والأفكار والتصورات)
- و/ أو : معاودة الأحلام المجهدة
- و/ أو : التعامل أو الشعور كأن الحدث يتكرر
- التهرب الدائم من المحفزات المرتبطة بالصدمة أو تسطيح الاستجابة العامة لها: وذلك عند استيفاء ثلاثة من المعايير السبعة التالية:
- التجنب المقصود للأفكار والمشاعر أو المحادثات المتعلقة بالصدمة
- التجنب المقصود للأنشطة والأماكن أو الأشخاص اللذين يثيرون الذكريات
- عدم المقدرة على تذكر جزء هام من الصدمة
- تضاءل ملحوظ للاهتمام أو المشاركة في الأنشطة الهامة
- الإحساس بعدم الارتباط والقطيعة عن الآخرين
- محدودية التأثر العاطفي
- الإحساس بمحدودية المنظور
- الأعراض المستمرة لزيادة الإثارة: عند توفر اثنين من المعايير الخمسة التالية:
- مصاعب في الاستسلام للنوم أو الأرق
- الهيجان أو نوبات الغضب
- مصاعب التركيز
- التحفز / اليقظة الشديدة
- الجفل (من يجفل) المبالغ
- اضطراب يستمر لفترة أطول من شهر واحد
- اضطراب بسبب آلام مرضية سريرية كبيرة أو اختلال في المركز الاجتماعي أو المهني وما شابه
تشخيص المضاعفات:
إن اضطراب ما بعد الصدمة هي واحدة فقط من عدة اضطرابات ممكنة لما بعد الصدمة.
الاضطرابات المرتبطة به هي:
- اضطراب التوتر الحاد
- اضطراب التكيُف
- تغير في شخصيته دائم بعد تجربة كارثية
- اضطرابات فصامية
- اضطرابات الألم الجسدية المجهولة
- اضطرابات الشخصية الحدية
الاضطرابات المرتبطة الأخرى التي قد تظهر بشكل كبير بعد الصدمة:
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
- اضطرابات الأكل
- اضطراب العاطفة الكآبة
- الإدمان على المخدرات
- الهاجس أو توهم المرض