الصحه النفسيةالمقالاتد / رحمه صلاح

بعض الاضطرابات وكرب ما بعد الصدمة

د / رحمة صلاح

الاضطرابات المرتبطة بالكرب و الشدة

  •  اضطراب التكيف أو التأقلم:

غالبًا ما يشعر الأشخاص بالحزن أو الغضب أو الانزعاج عند حدوث أشياء غير سارّة. ولا تُعَدّ مثل هذه التفاعلات اضطرابا ما لم تكن ردة الفعل أكثر شدَّةً مما هو متوقع عادةً في ثقافة الشخص أو عندما تكون قدرة الشخص على الأداء ضعيفة بشكل ملحوظ.

قد تكون الشدَّة النفسيَّة حدثًا منفصلاً على سبيل المثال:( فقدان الوظيفة) أو أحداثًا متعددة (مثل الانتكاسات المالية أو الرومانسية) أو مشاكل مستمرة (مثل رعاية أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة الكبيرة)

ولكن لا تكون الضغوط أحداثًا مسيطرة كما يحدث في اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يمكن لوفاة شخص عزيز أن تكون سببًا لاضطراب التكيف ولكن يجب على الأطباء أن يأخذوا في اعتبارهم مجموعة واسعة من ردود فعل الحزن التي تعد نموذجية في الثقافات المختلفة وتشخيص الاضطراب فقط إذا كانت استجابة التفّيع أبعد مما هو متوقّع

تُعدُّ اضطرابات التكيُّف شائعة وتوجد فيما يُقدَّر بنحو 5 إلى 20٪ من زيارات الصحة النفسية للمرضى الخارجيين.

الأعراض :

تبدأ أعراض اضطراب التكيف عادة بعد فترة قصيرة من الحدث  ولا تستمر لأكثر من 6 أشهر بعدَ توقف الصدمة.

هناك العديد من مظاهر اضطراب التكيُّف الشائعة التي تشتمل على:

  • اكتئاب المزاج
  • القلق
  • سوء التصرف

قد يكون لدى الشخص مظهر واحدٌ أو عدَّة مظاهر

كما أنّ هناك زيادة في خطر محاولات الانتحار وحالات الانتحار الكاملة

التشخيص:

  1. تَقيِيم الطَّبيب المُعتمد على معايير مُحدَّدة
  2. يضع الأطباء التَّشخيص استنادا إلى المعايير التي أوصى بها الأطباء ، الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5)
  3. يجب أن يكون لدى المرضى الأَعرَاض العاطفية أو السُّلُوكية  في غضون 3 أشهر من التعرض للضغط النفسي
  • ينبغي أن تكون الأعراضُ مهمة سريريًا كما هو مبيّن بواحد أو اثنين مما يلي:
  • ضائقة ملحوظة غير متناسبة مع الشدة (مع أخذ العوامل الثقافية وغيرها بعين الاعتبار)
  • ضعف الأداءَ الاجتماعي أو المهني بشكلٍ ملحوظ

الأشخاص الذين لديهم خلل أو ضائقة ملحوظة بعد حدث صادم ولكن من دون تحقيق معايير( اضطراب الكرب التالي للرضح)  أو( اضطراب الكرب الحاد)  يمكن تشخيص حالتهم كاضطراب في التكيف

العلاج:

  • العناية بالنفس أو الرعاية الذاتية
  • المُعالجة النفسيَّة
  • الأدوية أحيانًا لمُعالجة أعراض مُعيَّنة

يجب تقييم اضطرابات التكيُّف ومعالجتها بشكلٍ شامل ولكن هناك أدلة محدودة تدعم أي علاج معين لاضطرابات التكيف.

وقد جرى استخدام مجموعة واسعة من العلاجات النفسية الفردية والجماعية  بما في ذلك:

  • العلاج النفسي الوجيز
  • والعلاج المعرفي السُّلُوكي
  • والعلاج النفسي الداعم   

ليس من غير الشائع أن يستهدف العلاج مسألة معينة مثل الحزن ، وغالبًا ما تُستخدَم الأدوية لعلاج أعراض معينة مثل الأرق والقلق والاكتئاب.

  • العناية بالنفس أو الرعاية الذاتية:

تُعد الرعاية الذاتية أمرًا حاسمًا في أثناء وبعد النوبة أو الصدمة ويمكن تقسيمُ الرعاية الذاتية إلى أنواع:

  • السلامة الشخصية
  • الصحة البدنية
  • اليقظة

السلامة الشخصية 

أمر أساسي بعدَ نوبة واحدة صادمة  يصبح المرضى أكثر قدرة على التعامل مع التجربة عندما يعرفون بأنهم وأحباءهم في أمان.

ولكن قد يكون من الصعب الحصول على أمان كامل في أثناء الأزمات المستمرة مثل :العنف المنزلي أو الحرب أو الجائحة المُعدية.

وفي أثناء مثل هذه الصعوبات المستمرة يجب على المرضى التماس إرشادات الخبراء حول كيف يمكن أن يكونوا هم وأحباؤهم بأكبر قدر ممكن من الأمان.

الصحة البدنية

 يمكن أن تتعرض للخطر في أثناء وبعد التجارب الصادمة وينبغي على الجميع محاولة الحفاظ على جدول صحي للأكل والنوم وممارسة الرياضة.

كما يمكن استعمال الأدوية التي تهدئ باعتدال والأفضل تجنّبها على الإطلاق.

تهدف المقاربة الواعية للرعاية الذاتية إلى التقليل من مشاعر الإجهاد والغضب، والحزن، والعزلة التي يشعر بها المرضى الذين يعانون من الصدمات النفسية عادةً.

وإذا سمحت الظروف بذلك ينبغي على الأشخاص المعرضين للخطر وضع جدول يومي طبيعي ومتابعته مثل :

  • الاستيقاظ والاستحمام وارتداء الملابس والخروج في الهواء والمشي وتحضير وتناول وجبات منتظمة
  • ومن المفيد ممارسة هوايات مألوفة بالإضافة إلى الأنشطة التي تبدو ممتعة ومُلهية: رسم صورة أو مشاهدة فيلم أو طهي الطعام
  • يمكن أن تكون المشاركة المجتمعية مهمة حتى لو كان من الصعب الحفاظ على التواصل البشري في أثناء الأزمات
  • يُعدُّ التمطيط والتمارين الرياضية من الأشياء الرائعة، ولكن قد يكون من المفيد بنفس القدر أن يجلس المريض ساكنًا ويحسب أنفاسه أو يستمع بعناية للأصوات المحيطة.
  • يمكن للناس أن ينشغلوا بالصدمة أو بالأزمة ولذلك فمن المفيد أن يختاروا التفكير في أشياء أخرى: قراءة روايات أو الانخراط في الألغاز.
  • قد تبدو المشاعر المزعجة “متجمدة” في أثناء الصدمة وبعدها وقد يكون من المُريح العثور على نشاطات تُغيِّر حالة الشعور: مثل الضحك أو مشاهدة فيلم ممتع أو القيام بشيء مضحك أو الرسم باستخدام أقلام التلوين.

تحت تأثير الكرب يمكن أن يصبح المرضى قصيري المزاج حتى مع الأشخاص الذين يهتمون بهم

يمكن أن يكون اللطف التلقائي حلاً مفيدًا للجميع حيث إن إرسال ملاحظة لطيفة وصنع الشخص للمخبوزات وقد لا يكون تقديم الابتسامات مفاجأة لطيفة للمتلقي فقط ولكنه يمكن أن يقلل من اليأس والسلبية التي تميل إلى أن تكون جزءًا عن تجربة الذي يتعرَّض للصدمة

  •  فقدانُ الذاكرة التفارُقي: Dissociative Amnesia

فقدان الذاكرة الانفصامي هو فقدان الذاكرة الناجم عن الصدمة أو الإجهاد ، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تذكر المعلومات الشخصية الهامة.

فالأشخاصُ لديهم ثغراتٌ في ذاكرتهم قد تمتدّ من بضع دقائق إلى عقود.

بعدَ الانتهاء من الاختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة يقوم الأطباءُ بتشخيص هذا الاضطراب على أساس الأَعرَاض

تُستخدَم طرق استرجاع الذاكرة  بما في ذلك التنويمُ المغناطيسي والمقابلات الميسَّرة بالأدوية لملء الثغرات في الذاكرة

وهناك حاجة إلى العلاج النفسي لمساعدة المرضى على التعامل مع التجارب التي أدت إلى الاضطراب

فقدان الذاكرة هو عدم القدرة الكلية أو الجزئية على تذكُّر التجارب الأخيرة أو تجارب الماضي البَعيد

عندما يحدث فقدانُ الذاكرة بسبب اضطراب نفسي وليس بسبب اضطراب جسدي يُسمَّى فقدان الذاكرة التفارُقي.

ففي فقدان الذاكرة التفارُقي تنطوي الذاكرةُ المفقودة عادة على المعلومات التي هي جزء من الإدراك الواعي الروتيني أو الذاكرة الذاتية عادة:

  • من هو الشخص؟
  • أين ذهب؟
  • لمَن تحدَّث؟
  • ما فعله ، وقاله ، وفكَّر فيه ، وشعر به

في كثير من الأحيان تكون الذاكرةُ المفقودة معلوماتٍ عن الأحداث الصادمة أو المسبِّبة للشدَّة مثل سُوء المُعاملة في الطفولة.

وتستمرّ هذه المعلومات على الرغم من نسيانها في التأثير في السُّلُوك أحيَانًا ، فعلى سَبيل المثال: مع أنَّ امرأة ما تعرَّضت للاغتصاب في مصعد لا يمكن أن تتذكَّر أيّة تفاصيل عن الاعتداء إلاَّ أنَّها تتجنَّب المصاعد ولا ترغب في الدخول إليها.

يكون فقدانُ الذاكرة التفارُقي أكثرَ شُيُوعًا بين النِّساء بالمُقارنة مع الرجال، والأشخاص الذين عانوا أو شهدوا الأحداث المؤلمة عادة مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي ، والاغتصاب ، والحروب ، والإبادة الجماعية ، والحوادث ، والكوارث الطبيعية ، أو وفاة أحد أفراد الأسرة.

كما قد ينجم أيضًا عن القلق بشأن مشاكل مالية خطيرة أو نزاع داخلي هائل (مثل الشعور بالذنب إزاء بعض الاندفاعات أو التصرفات ، أو الصعوبات الشخصية التي تبدُو غير قابلة للحل، أو الجرائم المرتكبَة).

ويمكن أن يستمرّ فقدان الذاكرة التفارُقي لبعض الوقت بعدَ وقوع حادث مؤلم.

يظهر أنَّ الأشخاصَ يسترجعون الذكريات من تلقاء أنفسهم أحيَانًا.

وما لم يؤكَّد ذلك من قِبَل شخص آخر أو بأدلَّة أخرى فإن مدى ودقَّة دلالة هذه الذكريات المستعادَة على أحداث حقيقية من الماضي قد يكونان غير واضحين.


الأعراض:

أكثر الأَعرَاض شُيُوعًا هو فقدان الذاكرة .. وقد ينطوي فقدانُ الذاكرة على أيٍّ ممَّا يلي:

  • حدث أو أحداث محدَّدة أو فترة محدَّدة من الزمن مثل أشهر أو سنوات من سوء المعاملة في الطفولة
  • أو الأيام التي يقضيها في الصراع الشديد (فقدان الذاكرة الموضع) localized amnesia
  • جوانب معيَّنة من الحدث فقط أو أحداث معيَّنة فقط خلال فترة من الزمن (فقدان الذاكرة الإنتقائي)    selective amnesia
  • الهوية الشخصيَّة وقصَّة الحياة بأكملها بما في ذلك أحيانًا المهارات المكتسبة جيدًا والمعلومات حول العالم (فقدان الذاكرة المعمَّم) generalized amnesia
  • المعلومات في فئة معيَّنة مثل جميع المعلومات عن شخص معيَّن أو عن الأسرة (فقدان الذاكرة المَنهجي)     systematized amnesia
  • كل حدث جديد مثلما يحدث (فقدان الذاكرة المستمرّ)   continuous amnesia

فقدان الذاكرة المعمَّم أمرٌ نادر الحدوث ، وهو أكثر شُيُوعًا بين المحاربين القدامى، والناس الذين تعرَّضوا للاعتداء الجنسي ، والمرضى الذين يعانون من الشدَّة الشديدة أو الصراع ،ويبدأ فجأة عادة.

قد لا يظهر فقدانُ الذاكرة مباشرة بعدَ وقوع حادث مؤلم أو مُكرِب بل قد يستغرق الأمرُ بضعَ ساعات أو أيام أو أكثر.

بعدَ فترة قصيرة من فقدان الذاكرة:

  • يبدو بعضُ المرضى بحالة من التخليط الذهني  
  • ويكون البعضُ الآخر منزعجًا جدًّا
  • بينما يميل البعضُ الثالث إلى عدم المبالاة بشكلٍ مثير للغرابة.

يكُون لدى معظمُ المصابين بفقدان الذاكرة التفارقي واحدةً أو أكثر من الثغرات في ذاكرتهم ، وتمتدّ الفجواتُ أو الثغرات من بضع دقائق إلى بضع ساعات أو أيَّام عادة، ولكن قد تمتدّ سنواتٍ أو عقودًا أو حتى طوال الحياة.

ولا يدرك معظمُ المرضى أو يكونون على علم جزئيا فقط بأنَّ لديهم ثغرات في ذاكرتهم ، وهم لا يدركون إلاَّ في وقت لاحق عندما تظهر الذكريات أو تواجههم أدلَّة على الأشياء التي قاموا بها ولكنَّهم لا يتذكَّرونها.

يكون لدى الناس المصابين صعوبة في تشكيل العلاقات والحفاظ عليها ، وبعضُ المرضى تظهر لديهم ذكريَّات الماضي، كما يحدث في  ( اضطراب ما بعد الصدمة    (PTSD

 أي أنَّهم يسترجعون الأحداث كما لو كانت تحدث بالفعل، ويكونون غيرَ مدركين لتاريخهم الشخصي اللاحق .

 على سبيل المثال أنَّهم نجوا من الصدمة أو الحدث الصادم وقد تتناوب ذكريَّاتُ الماضي مع فقدان الذاكرة لما حدث خلال ذلك.

يُصاب بعضُ مرضى فقدان الذاكرة التفارقي  باضطراب ما بعد الصدمة في وقت لاحق وخاصة عندما يصبحون على بيّنة من الأحداث المؤلمة أو المكربَة التي أدَّت إلى فقدان الذاكرة الخاصَّة بهم.

وقد يكون لدى المرضى أيضًا أعراضٌ غامضة مثل: التعب أو الضعف أو مشاكل في النوم.

ويعدُّ الاكتئابُ وسلوكيات التخريب الذاتي والانتحارية وغيرها مثل: (تعاطي المواد والسُّلُوك الجنسي المتهوِّر) من المشاكل الشائعة

ويمكن أن تزداد مخاطر السُّلُوكيات الانتحارية عندما يحل فقدان الذاكرة فجأة وتطغى على المرضى الذكريَّات المؤلمة ، وفي حالاتٍ نادرة يبتعد المرضى الذين يعانون من شكل شديد من فقدان الذاكرة التفارُقي عن منازلهم لفترة من الزمن.

وخلال هذه الفترة لا يتذكَّرون بعضَ أو كلّ حياتهم الماضية  بما في ذلك: من هم؟ (هُويَّتهم).

وتسمَّى هذه النَّوبَات:   الشرود التفارقيّ     dissociative fugues


التشخيص:

  1. تقييم الطبيب

اختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة أحيانًا  

يشخِّص الأطباء فقدانَ الذاكرة التفارُقي بناءً على أعراض الشخص:

  • لا يستطيع الأشخاصُ تذكُّرَ المعلوماتِ الشخصية المهمَّة (التي تكون ذات صلة بالصدمة أو الشدَّة عادة) والتي لا تُنسَى عادة
  • ويشعرون بالأسى أو الضيق الشَّديد من أعراضهم أو تجعلهم أعراضُهم غيرَ قادرين على الأداء في المواقف الاجتماعية أو في العمل.
  • كما يجري الأطباء فَحصًا سريريًا لاستبعاد الأسباب العصبية لفقدان الذاكرة مثل:(الخرف).
  • وهناك حاجةٌ أحيانًا إلى إجراء اختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى لفقدان الذاكرة ، وتشتمل هذه الاختباراتُ على ما يلي:
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسَب لاستبعاد أورام الدماغ وغيرها من الاضطرابات الدماغية البنيويَّة.
  • تخطيط كهربيَّة الدماغ لاستبعاد أحد اضطرابات الصَّرع
  • اختبارات الدَّم للسموم والأدوية لاستبعاد على سبيل المثال: العقاقير استخدام (العقاقير غير المشروعة).
  • كما يُجرى فحصٌ نفساني أيضًا وغالبًا ما تساعد الاختبارات النفسانية الخاصَّة الأطباءَ على التمييز والفهم الأفضل لتجارب الشخص التفارُقية  ومن ثَمَّ وضع خطَّة العلاج.

المَآل: Prognosis 

تعود الذكريات بسرعة أحيَانًا، مثلما يمكن أن يحدث عندما يَجرِي إخراج المرضى من الوضع المؤلم أو الضاغط (مثل المعركة).

وفي حالاتٍ أخرى يستمرّ فقدان الذاكرة لاسيَّما في الأشخاص  الذين يعانون من الشرود التفارُقي لفترة طويلة ، وقد تقلّ الأعراضُ مع التقدّم في العمر

ويستعيد معظمُ المرضى ما يبدو أنَّه ذكريَّات مفقودة ويتعافون من الصِّراعات التي تسبَّبت في فقدان الذاكرة ولكنَّ بعضَ المرضى لا يكسرون الحواجزَ التي تمنعهم من إعادة بناء ماضيهم المفقود.


المُعالَجة:

  • بيئة داعِمة
  • طَرائِق استرجاع الذاكرة (مثل التنويم المغناطيسي) أحيَانًا
  • المُعالجة النفسيَّة
  • البيئةُ الدَّاعِمَة:

يبدأ الأطباءُ العلاجَ من خلال مساعدة المرضى على الشعور بالأمان والأمن. على سبيل المثال: من خلال مساعدتهم على تجنُّب المزيد من الصدمات، وإذا كان المرضى ليس لديهم سببٌ واضح وعاجل لاستعادة الذاكرة لحدث مؤلم ، قد يكون هذا العلاجُ الداعم كلَّ ما هو مطلوب ، قد يتذكَّر المرضى تدريجيًا الذكريات المفقودة.

  • طَرائِقُ استرجاع الذاكرة:

إذا لم يَجرِ استرجاع الذكريات المفقودة أو إذا كانت هناك حاجة لاسترجاع ذكريات ملحَّة فغالبًا ما تكون طَرائِقُ استرجاع الذاكرة ناجحة. وتشتمل على:

  • التنويم
  • المقابلات الميسَّرة بالأدوية (المقابلات التي تُجرَى بعدَ إعطاء المهدِّئات ، مثل الباربيتورات أو البنزوديازيبينات، حيث تُعطَى عن طريق الوريد).

يستخدم الأطباءُ التنويم والمقابلات الميسرة بالأدوية للحد من القلق المرتبط  بالفترة التي تكتنفها فجواتٌ في الذاكرة ولاختراق أو تجاوز دفاعات نشأت من المرضى لحماية أنفسهم من استدعاء التجارب أو الصراعات المؤلمة.

ولكن يجب أن يكون الأطباء حريصين على عدم اقتراح ما ينبغي تذكُّره (ومن ثَمَّ خلق ذاكرة كاذبة) أو التسبُّب بالقلق الشَّديد فالتذكيرُ بالظروف الصادمة التي حفَّزت فقدان الذاكرة غالبًا ما يكون مزعجاً للغاية.

وعلاوةً على ذلك قد لا تكون الذكريات التي يجري استدعاؤها من خلال هذه الطرائق دقيقةً وقد تتطلَّب تأكيدًا من شخص آخر أو مصدرٍ آخر لذلك  قبلَ التنويم المغناطيسي أو المقابلة الميسَّرة بالأدوية  يقوم الأطباء بإبلاغ المرضى بأنَّ الذكريات المسترجعة بهذه الطرائق قد تكون أو لا تكون دقيقة ويطلبون الموافقةَ على المضيِّ قُدُمًا.

كما أنَّ الأطباء يحاولون أيضًا طمأنة المرضى المصابين بفقدان الذاكرة التفارُقي بأنهم يريدون المساعدَة فالأشخاص الذين تعرَّضوا للإيذاء وخاصَّة في أثناء مرحلة الطفولة يشكِّكون أحيانًا في المعالجين وقد يتوقَّعون من المعالج أن يستغلَّهم أو يُسيء لهم وأن يفرض ذكريات مُزعِجة بدلاً من مساعدتهم على استعادة الذكريات الحقيقيَّة.

ربَّما يساعد ملءُ فجوة الذاكرة إلى أقصى حدٍّ ممكن على استعادة استمرارية الهوية الشخصية والشعور بالنفس

  • المُعالجةُ النفسيَّة:

بمجرَّد شفاء فقدان الذاكرة  تساعد مواصلةُ العلاج النفسي المرضى على القيام بما يأتي:

  • فهم الصدمة أو الصراعات التي تسبَّبت في الاضطراب
  • إيجَاد طرائق لحلِّها
  • تجنُّب الصدمات المستقبلية إذا أمكن
  • المضي قُدُمًا في حياتهم
  •  الاكتئاب:

اضطراب الاكتئاب هو شعور من الحزن الشديد إلى درجة تكفي للتأثير في الأداء أو تُقلِّل من الاهتمام أو التمتُّع بالنشاطات قد يحدُث الاكتئاب عقب فقدان حصلَ مؤخراً أو حدث حزين آخر، ولكنه يكون غير مُتناسب مع هذا الحدث ويستمرّ لفترةٍ زمنيةٍ أطول ممَّا هُو مُناسب.

يُمكن أن تُسهم الوراثة والتأثيرات الجانبية للأدوية والأحداث التي تُسبب الشدة الانفعالية والتغيُّرات في الهرمونات أو المواد الأخرى في الجسم وعوامل أخرى في الاكتئاب.

يُمكن أن يجعل الاكتئاب المرضى حزينين ومُتلكِّئين ويفقدون جميع الاهتمامات والمتعة في النشاطات التي اعتادوا الاستمتاع بها.

يقوم الأطباءُ بتشخيص الاكتئاب استنادًا إلى الأعراض ، ويُمكن أن تفيد مضادَّات الاكتئاب والعلاج النفسيّ وأحيانًا العلاج بالتخليج الكهربيّ.

يستخدِمُ المرضى غالبًا مُصطلَح الاكتئاب لوصف المزاج الحزين أو القانط الذي ينجُم عن أحداث تُسبب الشدَّة الانفعالية مثل : الكوارث الطبيعيَّة أو الأمراض الخطيرة أو وفاة شخص عزيز.

كما قد يقولون أيضًا إنَّهم يشعرون بالاكتئاب في أثناء أوقات مُعيَّنة مثل: أيام العُطَل (اكتئاب العُطل) holiday blues   أو ذكرى وفاة شخص عزيز، ولكن لا تُمثِّلُ مثل هذه المشاعر اضطرابا عادةً ، وتكون هذه المشاعر مؤقتةً وتستمرُّ لأيامٍ وليس لأسابيع أو أشهر، وهي تحدث على شكل موجاتٍ تميلُ إلى الارتباط بأفكارٍ أو وسائل تذكير بحدث يُسبب الشدَّة. كما أنَّ هذه المشاعر لا تُؤثِّر فعلياً في أداء الشخص لأية فترة زمنية أيضًا.

يأتي الاكتئاب بعد القلق من ناحية أكثر اضطرابات الصحة النفسية شُيُوعًا ، ويكون لدى حَوالى 30% من المرضى الذين يزورون ممارس الرعاية الأولية أعراض الاكتئاب، ولكن يكون لدى أقلّ من 10% من هؤلاء المرضى اكتئاب كبير.

يحدُث الاكتئاب في أثناء منتصف سنوات المراهقة والعقد الثاني أو الثالث من العمر عادةً ، وذلك على الرغم من أنَّه يُمكن أن يبدأ في أي عمر تقريبًا حتى في أثناء مرحلة الطفولة.

تستمرُّ نوبة الاكتئاب إذا لم تجرِ مُعالجتها لحوالي 6 أشهر غالبًا ، ولكنها تستمرُّ لعامين أو أكثر أحيانًا ، وتميلُ النوبات إلى العودة لمرَّاتٍ عديدة خلال فترة حياة المريض.


الأسباب:

لا يُعرَف السبب الدَّقيق للاكتئاب ، ولكن هناك عدد من العَوامِل التي قد تجعل منه أكثر ميلًا للحدوث ، وتنطوي عوامل الخطر على:

  • الميل العائليّ (الوراثة)
  • الأحداث التي تُسبب الشدَّة الانفعالية، خُصوصًا التي تنطوي على الفقدان
  • كون المريض أنثى، وربَّما ينطوي هذا على التغيُّرات في مُستويات الهرمونات
  • اضطرابات بدنية مُعيَّنة
  • التأثيرات الجانبيَّة لبعض الأدوية

لا يعكس الاكتئاب ضعفاً في الشخصية وقد لا يعكسُ اضطرابا فيها أو صدمةً في الطفولة أو إهمالاً من قِبل الوالدين. لا يبدو أنَّ هناك تأثير للطبقة الاجتماعية والعرق والثقافة في فُرص حدوث الاكتئاب عند الأشخاص في أثناء الحياة.

تُسهم العَوامِل الوراثيَّة في حدوث الاكتئاب عند حوالى نصف المرضى الذين يُعانون منه. فعلى سبيل المثال يكون الاكتئاب أكثر شُيُوعًا بين الأقارب من الدرجة الأولى (لاسيَّما في توأم مُتطابق) عند مرضى الاكتئاب حيث يُمكن للعوامل الوراثية أن تؤثِّر في وظيفة المواد التي تساعد على التواصل بين الخلايا العصبيَّة النواقل العصبيةneurotransmitters         السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين    هي نواقل عصبيَّة قد تُمارِسُ دورًا في الاكتئاب ، وتُعدُّ النساء أكثر ميلًا للإصابة بالاكتئاب مُقارنةً بالرجال وذلك على الرغم من أنَّ الأَسبَاب ليست واضحة بشكلٍ كاملٍ ، وتُمارسُ الهرمونات الدور الأكبر في الاكتئاب بالنسبة إلى العَوامِل البدنيَّة حيث يُمكن أن تُؤدِّي التغيُّرات في مستويات الهرمونات إلى تغيُّرات في المزاج  قبل الطمث بفترةٍ قصيرةٍ المُتلازمة السابقة للطمث

 وفي أثناء الحمل ومن بعد الوِلادة تُصابُ بعض النساء بالاكتئاب في أثناء الحمل أو في أثناء الأسابيع الأربعة الأولى من بعد الوِلادة (حالة تُسمَّى كآبة المواليد)  baby blues

أو الاكتئاب التالي للولادة

وذلك إذا كان الاكتئاب أكثر شدَّةً كما قد تكون الوظيفة غير الطبيعية   للغدة الدرقية من العَوامِل أيضًا، وهي مشكلة شائعة بعض الشيء عند النساء

هناك عدد من الاضطرابات والعَوامِل البدنيَّة التي قَد تترافق مع الاكتئاب أو تُسببه :

  • فقد تُسبب الاضطرابات البدنية الاكتئاب بشكلٍ مُباشر (مثلما يحدث عندما يُؤثِّرُ (اضطراب الغُدَّة الدرقية) في مستويات الهرمون) ، أو بشكل غير مباشر (مثلما يحدُث في التهاب المَفاصِل الروماتويدي يؤدي إلى الألم والإعاقة)
  • وغالبًا ما يُؤدِّي اضطراب بدنيّ إلى الاكتئاب بشكلٍ مباشر وغير مباشر معًا فعلى سبيل المثال قد يُسبب الإيدز الاكتئاب مباشرة إذا كان فيروس العَوَز المَناعيّ البشريّ الذي يسبب الإيدز يُؤدِّي إلى ضررٍ في الدِّماغ.

قَد يُسبب الإيدز الاكتئاب بشكلٍ غير مُباشر عن طريق تأثيره السلبيّ الإجماليّ في حياة المريض

  • يفيدُ العديد من المرضى عن الشعور بحزنٍ أكثر في أواخر فصل الخريف وفي فصل الشتاء ويُفسِّرون هذا الميل على أنَّه يعود إلى قِصر ساعات ضوء النهار ودرجات الحرارة الباردة، ولكن بالنسبة إلى بَعض المرضى يكون هذا الحزن شَديدًا بما يكفي لاعتباره من أنواع الاكتئاب (يُسمَّى الاضطراب العاطفيّ الموسميّ)
  • يُمكن أن ينجُم الاكتئاب عن استخدام بعض الأدوية التي يصفها الأطباء، مثل حاصرات بيتا (يجري استخدامها لمُعالجة ارتفاع ضغط الدَّم) ولأسباب غير معروفة تُسبب الستيرويدات القشرية الاكتئاب غالبًا عندما يُنتجها الجسم بكميات كبيرة كجزءٍ من اضطراب (مثلما يحدث  في متلازمة كوشينغ)  ولكن عندما تُعطَى كدواء، فهي تميلُ إلى التسبب بالهَوس الخفيف       hypomania ،  شكل للهوِس أقلّ شدَّة ، أو الهوس في حالات نادرة  يُمكن أن يُؤدِّي التوقُّف عن استخدام دواء إلى الاكتئاب أحيَانا
  • هناك عدد من اضطرابات الصحة النفسية التي يُمكنها أن تجعل الشخص عرضةً للاكتئاب ، وهي تنطوي على:
  • اضطرابات القلق  
  • واضطراب تعاطي الكحول 
  • وأنواع أخرى من اضطرابات تعاطي المواد
  • والفصام  
  • يكُون المرضى الذين أصِيبوا بالاكتئاب في السابق أكثر ميلًا للإصابة فيه مَرَّةً أخرى.
  • قد تؤدي الأحداث المؤلمة عاطفيًا  مثل فقدان أحد الأحباء  في بعض الأحيان إلى الاكتئاب  ولكن عادةً ما يقتصر ذلك على الأشخاص المعرضين للاكتئاب  مثل أولئك الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من الاكتئاب، ولكن قد يحدُث الاكتئاب أو يتفاقم من دُون أيَّة حالات واضحة من الشدَّة في الحياة.

أعراض الاكتئاب الجسدية:

  • التعب وفقدان الطاقة باستمرار:

يعد التعب المستمر من أكثر أعراض الاكتئاب الجسدية شيوعًا، كما عادة ما يشعر المصاب بفقدان الطاقة بالرغم من النوم لساعات طويلة

وعلى الرغم من أن الجميع يشعر بالتعب وفقدان الطاقة وعدم القدرة على مواجهة العالم صباحًا في كثير من الأحيان، إلا أن هذه الأعراض متواصلة لدى مرضى الاكتئاب.

  • إنخفاض القدرة على تحمل الألم:

كثير من الأحيان يشعر المصاب بالاكتئاب بالألم بشكل أكبر مما هو بالحقيقة ، ووجد أن هناك علاقة ما بين هذا الموضوع والإصابة بالاكتئاب ، فقد وجدت دراسة نشرت في عام 2015 م علاقة بين الإصابة بالاكتئاب وانخفاض القدرة على تحمل الألم.

ووجدت دراسة علمية أخرى أن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب من قبل المصابين يساعد في تقليل الألم الناتج عن أي حوادث حتى لو كانت طفيفة.

  • الصداع:

على الرغم من أننا جميعنا نصاب بالصداع من حين لآخر ولأسباب عديدة ومختلفة ومنها توتر العمل ، إلا أنه يعد من أعراض الاكتئاب الجسدية أيضًا, وعادة ما يصاب المصابين بالاكتئاب بالصداع، والذي يتركز في المنطقة المحيطة بالعينين، وفي بعض الأحيان قد يكون الصداع حادًا جدًا ومستمر ليشير إلى وجود اكتئاب حاد.

وفي حال ترافق الصداع مع مشاعر سلبية مثل: الحزن، والشعور بعدم الراحة وفقدان الطاقة، والتعب فمن الضروري طلب المساعدة الطبية من قبل مختص لكشف السبب ورائها.

  • ألم في عضلات الجسم والظهر:

وجدت دراسة علمية نشرت في عام 2017م  استهدفت حوالي 1,013 من طلاب الجامعات الكنديين أن هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بالاكتئاب وألم الظهر، حيث يعتقد أن المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان من شأنها أن تسبب توتر وتشنج عضلات الجسم، ليكون الأمر واضحًا بالتحديد في منطقة الظهر.

  • ألم في منطقة البطن:

يعد هذا واحد من أهم أعراض الاكتئاب الجسدية المميزة للإصابة وهو يتمثل في ألم وتشنجات في منطقة البطن يشبه ذاك المرافق لاحتباس الغازات أو الدورة الشهرية ، وعادة ما يتفاقم هذا الألم في الأحداث التي ترتفع فيها وتيرة التوتر والمشاعر السلبية، ليكون ذلك مؤشرًا على الإصابة بالاكتئاب.

  • مشكلة في العينين والنظر:

نشرت دراسة علمية في عام 2010 م ربطت بين الإصابة بالمشكلات النفسية والتأثير السلبي على صحة العينين وحاسة النظر حيث لاحظت الدراسة أن المشتركين المصابين بالاكتئاب عانوا من صعوبة في رؤية الفروق بين الأسود والأبيض مما يؤثر على منظور رؤيتهم للعالم ككل.

  • مشكلات هضمية:

للأسف فإن الشعور بأي مشاعر سلبية من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على عمل حركة الأمعاء ليكون الأمر متفاقم لمرضى الاكتئاب

ووجدت دراسة علمية نشرت في عام 2011م علاقة بين الإصابة بالاكتئاب والمشاكل الهضمية المختلفة التي من بينها الإمساك أو الإسهال أو الغثيان أو عسر الهضم.

  • ألم في الصدر:

يمكن أن يكون علامة على مشكلات في القلب أو الرئة أو المعدة ، لذا راجع طبيبك لاستبعاد هذه الأسباب ، ولكنه قد يكون من أعراض الاكتئاب في بعض الأحيان.

كما يمكن أن يزيد الاكتئاب أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب

وهناك أعراض جسدية أخرى مثل:

  • مشكلات في النوم
  • فقدان الشهية
  • تغيير في الوزن
  • دوار ودوخة
  • مشكلات في الصحة الجنسية
  • آلام المفاصل
  • العصبية والتهيج
  • فقدان التركيز
  • فقدان الرغبة الجنسية
  • فقدان الشهية أو العكس (شراهة في الأكل)
  • بطئ الحركة و الكلام
  • آلام جسدية متفرقة وغير مبرره

أعراض الاكتئاب النفسية:

  • حزن شديد و ميل للبكاء
  • فقدان الاستمتاع بأي شئ
  • كسل متواصل
  • تحقير الذات
  • التشاؤم
  • محاولة الانتحار

أعراض أخرى (ذهانية):

  • أعراض كتاتونية تخشبية (تشنجات)
  • هلاوس (سمعية أو بصرية أو شمية)
  • ضلالات

علاج الاكتئاب:

  • الدعم
  • المُعالجة النفسيَّة
  • الأدوية( خُصوصًا مُضادَّات الاكتئاب)

لا يحتاجُ معظم مرضى الاكتئاب إلى دُخول المستشفى ،ولكن ينبغي إدخال البعض إلى المستشفى حسب شدة و نوع الاكتئاب ، خُصوصًا إذا كانوا يُفكِّرون في الانتحار بشكلٍ كبيرٍ أو حاولوا الانتحار أو كانوا هزيلين بسبب نقص الوزن أو يُواجهون خطر مشاكل القلب بسبب الهياج الشديد.

تستنِدُ المُعالَجة إلى شدَّة ونوع الاكتئاب:

  • الاكتئاب الخفيف: الدعم (بما في ذلك الزيارات المتكررة للطبيب والتعليم) والمُعالَجة النفسيَّة
  • الاكتئاب الذي يتراوح بين المتوسِّط إلى الشديد: الأدوية والمُعالَجة النفسية أو كليهما، وأحيانًا العلاج بالتخليج الكهربيّ
  • الاكتئاب الحاد أو الشديد :عندها يجب حجز المريض بالمصحة لأنه يكون معرض للانتحار ويجب تشديد الرقابة علية خاصة ما بين الساعة السابعة للتاسعة صباحا والعلاج بالأدوية والجلسات النفسية والتعليم 
  • الاكتئاب الموسمي : العلاج بالضوء
  • اضطراب الحزن لفترات طويلة: مُعالَجَة نفسية مصممة خصيصًا لهذا الاضطراب

يمكن مُعالجة الاكتئاب بنجاحٍ عادةً، وعند إمكانية تحديد السبب (مثل دواء أو اضطراب آخر) يَجرِي تصحيحه أولاً، ولكن قد يحتاج المرضى إلى أدويَةٍ لمُعالَجة الاكتئاب أيضًا

  •  اضطراب الكابوس:

المعروف أيضا باسم (اضطراب قلق الحلم )

هو اضطراب النوم الذي يتميز بالكوابيس المتكررة، التي غالبا ما تصور الفرد في الوضع الذي يعرض حياتهم للخطر أو السلامة الشخصية وعادة ما تحدث خلال مراحل من النوم.

على الرغم من أن مثل هذه الكوابيس تحدث في كثير من الناس لكن أولئك الذين يعانون من اضطراب الكابوس  تحدث لهم مع وتيرة أكبر.

الأعراض:

خلال الكابوس قد يصرخ النائم ويصيح ، وغالبا ما يستيقظ الضحية من قبل هذه التهديدات والأحلام المخيفة و يمكن في كثير من الأحيان تذكر بوضوح تجربتهم عند الاستيقاظ .

وأحيانا قد يحدث زيادة معدل ضربات القلب وأعراض القلق مثل التعرق، قد يجدون صعوبة في العودة إلى النوم خشية أن يواجهوا كابوسا آخر.

الشخص الذي يعاني من اضطراب كابوس سيواجه صعوبة في أداء المهام اليومية فإن القلق والافتقار إلى النوم الناجم عن الأحلام الخفية من شأنه أن يعيق الفرد من إكمال الوظائف اليومية بكفاءة وبشكل صحيح.

عند التعرض لذلك يجب أن يتشاور هؤلاء الضحايا مع طبيب نفسي. 

الأسباب:

يمكن أن تكون الكوابيس بسبب الضغط الشديد أو إذا لم يتم اكتشاف أي اضطراب عقلي آخر أو وفاة أحد أفراد أسرته أو أحداث الحياة المجهدة يمكن أن تكون كافية للتسبب في كابوس ولكن من المعروف أن الظروف النفسية مثل: (اضطراب ما بعد الصدمة) وغيرها من الاضطرابات النفسية تسبب الكوابيس أيضا.

إذا كان الفرد على الدواء يمكن أن يعزى الكوابيس إلى بعض الآثار الجانبية للدواء مثل: الأمفيتامينات و مضادات الاكتئاب و المنشطات مثل : الكوكايين و الكافيين يمكن أن يسبب الكوابيس

كما كان من المعروف أن أدوية ضغط الدم (ليفودوبا) و الأدوية لمرض باركنسون تسبب الكوابيس.

ديموغرافيا:

الأطفال أكثر عرضة لتجربة الكوابيس من المراهقين والبالغين.

الأطفال الصغار عادة ما يكون لديهم الكوابيس مرة أو مرتين في الأسبوع، وعادة لن تتطور لاضطرابات كابوس إلا إذا كانت تحت الضغط النفسي الشديد.

الأطفال الذين يعانون من الكوابيس المستمرة تتراوح نسبتهم من 10٪ إلى 50٪.

من الشائع أن يتم تشخيص الطفل باضطراب الكابوس لأن الأطفال عادة ما يعانون من العديد من الكوابيس عندما يكونون صغارا.

العلاج:

تقنيات الحد من التوتر مثل اليوغا والتأمل وممارسة الرياضة قد تساعد على القضاء على التوتر وخلق جو النوم أكثر سلاما.

لا يمكن إعطاء التشخيص والدواء إلا للمرضى الذين يبلغون عن الكوابيس المتكررة إلى طبيب نفسي أو طبيب آخر.

وتستخدم الأدوية مثل برازوسين أحيانا لعلاج الكوابيس في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

 العلاج عادة ما يساعد على التعامل مع الموضوعات المخيفة من الكوابيس وتخفيف تكرار الأحلام الكوابيس المستمرة سوف تتحسن عادة مع تقدم المريض  فالعلاجات عموما ناجحة جدا.

قد أجريت بحوث للتحقيق فيما إذا كان من الممكن أن يستفيد مرضى الكوابيس من القدرة على أن يكونوا على بينة من أنهم يحلمون بالفعل وهي عملية تعرف بالحلم الواضح ولكن حتى الآن دليل هذه الدراسة ضعيف.

أبحاث حديثة حول اضطراب الكابوس:

عادة ما تقترن الاضطرابات الانفصامية مع اضطراب كابوس 57٪ من الوقت. ويعتقد أن اضطراب الكابوس يرتبط مع الاضطرابات الانفصالية كآلية الدفاع التي تستخدم للهروب من الحدث الصادم الذي تسبب في الاضطراب.

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الانفصام واضطراب الكابوس هم أكثر عرضة للتشويه الذاتي، و محاولة الانتحار واضطراب الشخصية الحدية.


اضطراب الشخصية الحدية مع اضطراب الكابوس هو أمر شائع جدا لأن مراحل النوم تختلف من شخص عادي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الكابوس وعادة ما تكون أشد من أولئك الذين لديهم اضطراب الشخصية الحدية. وبالتالي علاج أولئك الذين يعانون من اضطراب كابوس قد يساعد أيضا  مع اضطراب الشخصية الحدية.

  • التنويم المغناطيسي:

يبدو أنه العلاج الجديد والفعال لأولئك الذين يعانون من اضطراب الكابوس لأنه يزيد من الاسترخاء

ويرتبط اضطراب الكابوس أيضا مع أولئك الذين لديهم انخفاض الكولسترول، و مع أن هذا الارتباط غير واضح ، مع ذلك قد يؤثر الكوليسترول على الهرمونات الأخرى في الجسم (مثل السيروتونين) التي قد تؤثر على نوم الشخص.

  •  اضطراب القلق:

اضطراب القلق هو أكثر الأمراض العقلية شيوعاً، ويصيب شخصاً من بين كلّ عشرين شخصاً في أيّ وقت من حياته، غالباً ما تبدأ هذه الاضطرابات في فترة الطفولة المبكرة، كما قد تظهر في وقت لاحق من مرحلة الطفولة أو في أيّ وقت من حياة المرء. إنّ النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة باضطراب القلق.

أعراض القلق:

أعراض جسدية :

  1. إرتفاع ضغط الدم
  2. إرتفاع معدل ضربات القلب
  3. تعب في المعدة
  4. غثيان/قيئ
  5. نوبات إسهال/إمساك
  6. زيادة في معدل التنفس
  7. صداع مزمن
  8. عرق غزير
  9. إحتباس البول/إدرار البول
  10. ضعف القدرة الجنسية
  11. آلام في الصدر
  12. تشتت في التركيز
  13. حب الشباب
  14. تساقط الشعر
  15. حساسية/أرتكاريا
  16. آلام في العضلات
  17. آلام في الساقين/أعلى الظهر
  18. فقدان الشهية/شراهة في الأكل
  19. الصدفية/الثعلبة
  20. انتفاخ و آلام في القولون
  21. رعشة في الأطراف

أعراض نفسية:

  1. سيطرة فكرة معينة
  2. اضطراب النوم بسبب فكرة ما
  3. كثرة القلق والمخاوف بسبب أمر ما/شخص ما
  4. التوتر من الأصوات وعدم احتمالها (كصوت دقات الساعة)
  5. الخوف من (الزواج _الموت _الإنجاب ….)
  6. تعاطي أدوية منبهه
  7. الشعور بحالة من الهياج و الاندفاع الشديد
  8. الشعور بالتوتر الزائد عند التعرض لموقف لا يستدعي التوتر

أنواع اضطراب القلق عديدة و مختلفة منها:

  • اضطراب القلق العام (General anxiety disorder)

يتميز اضطراب القلق العام بقلق شديد غير واقعي لا يمكن التحكم به تجاه الأمور الحياتية اليومية مثل الصحة والعائلة والأصدقاء والمال والمهنة.

 يقلق الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب بشكل دائم وغير عقلاني بشأن إصابتهم بضرر أو إصابة أحبائهم بضرر، ويترافق هذا القلق بخشية دائمة.

  • القلق الاجتماعي:

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من ضغوط في المواقف الاجتماعية، بما في ذلك الخوف من الحكم عليهم أو إهانتهم.

يمكن أن يسبب القلق الإجتماعي أعراضًا جسدية مثل تسارع ضربات القلب ويتداخل مع قدرتك على التحدث أو التفاعل مع الآخرين، وقد يواجه بعض الأشخاص المصابين بإضطراب القلق الإجتماعي صعوبة في الذهاب إلى العمل أو المدرسة.

  • إضطراب التوتر ما بعد الصدمة: (post traumatic stress disorder)

يمكن أن يستمّر شعور الرعب بعد إنتهاء الحادث نفسه عند الأشخاص الذين مرّوا بصدمة قوية مثل الحرب أو التعذيب أو حادث سيارة أو حريق أو عنف شخصي.

كما أنه ليس على كلّ الأشخاص الذين إجتازوا صدمة معيّنة أن يعانوا من إضطراب التوتر بعد الصدمة.

يعيش الأشخاص الذين يعانون هذا الإضطراب الصدمة من جديد باستعادة الموقف الذي صدمهم عبر تذكر الأشياء المؤلمة من خلال كوابيس أو مشاهد تعود بهم في الذاكرة إلى الحدث نفسه وغالباً ما تعود هذه المشاهد بسبب أمور تذكر الشخص بالحادثة التي عاشها فيحاول حينها تفاديها، كما يصبح الشخص الذي يعاني هذا النوع من الاضطرابات لا مبال عاطفياً.

هل هناك علاقة بين إضطراب التوتر التالي للصدمة والقلق الإجتماعي؟

يرتبط إضطراب ما بعد الصدمة بالقلق الإجتماعي أحيانًا، ولكن مع الدعم المناسب يمكنك التحكم في أعراض كليهما.

إذا كنت قد تعرضت لصدمة أدت إلى إضطراب ما بعد الصدمة فقد يكون لديك قلق بالفعل، وإذا كنت تعيش أيضًا مع إضطراب القلق الإجتماعي فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عدد المواقف التي تسبب لك التوتر.

العلاقة ما بين القلق الإجتماعي وإضطراب التوتر التالي للصدمة:

هناك عدة أمور تربط بين إضطراب القلق الإجتماعي وإضطراب ما بعد الصدمة، فالمصابين بإضطراب التوتر التالي للصدمة قد يعانون من:

  • يشعرون بالإختلاف بسبب إضطراب ما بعد الصدمة لذا فهم يتجنبون المواقف الإجتماعية.
  • تجربة العزلة الإجتماعية المرتبطة بالعار أو الذنب الناجم عن إضطراب ما بعد الصدمة.
  • العيش مع الإكتئاب من إضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعل من الصعب الحفاظ على الحياة الإجتماعية.

قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق الإجتماعي فرصة أكبر للإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة بسبب الصدمة الإجتماعية، والتي يمكن أن تنطوي على الخوف من الإهانة والرفض في المواقف الإجتماعية.

ما مدى احتمالية الإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة والقلق الإجتماعي معًا ؟

وفقًا لدراسة من عام  2019 م فإن ما يقدر بنحو 3.2 ٪ إلى 16 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من إضطراب القلق الإجتماعي يعانون أيضًا من إضطراب ما بعد الصدمة، إذا كان التشخيص الأولي للشخص هو إضطراب ما بعد الصدمة، فإن حدوث إضطراب القلق الإجتماعي يزيد إلى حوالي 43٪.

الأسباب: ما هي أسباب إضطراب القلق؟

هناك عوامل عدة مترابطة تترافق مع إضطرابات القلق، ولكن في الوقت عينه قد تجد سبب الإضطراب مختلف عن الأسباب الأخرى

كما أنّ تحديد السبب في كل حالة ليس بالأمر السهل، ولكن هناك أسباب متعارف عليها منها:

  • العوامل الوراثية :

قد تمّ التأكد من أنّ إمكانية الإصابة بإضطراب القلق تنتقل وراثياً في العائلة، ويشبه ذلك استعداد الشخص للإصابة بأمراض أخرى مثل داء السكري وأمراض القلب.

كما يمكن أن يكتسب الأشخاص ردّات الفعل المقلقة من الأهل أو أفراد آخرين من العائلة.

  • عوامل بيوكيميائية :

قد ترتبط بعض إضطرابات القلق جزئياً بخلل في توازن التركيب الكيميائي في الدماغ بحيث يمكن أن يرتبط الأمر بالناقل العصبي الذي ينظّم المشاعر وردّات الفعل الجسدية.

  • المزاج:

قد يكون أصحاب بعض المزاجات معرّضين بشكل أكبر لإضطراب القلق فالأشخاص السريعي الغضب والهيجان والشديدي الحساسية والعاطفيين هم أكثر عرضة للإصابة بإضطراب القلق.

كما أنّ الأشخاص الذين خلال طفولتهم كانوا خجولين ومكبوتين هم أكثر عرضة للإصابة بعدد من إضطرابات القلق مثل الرهاب الإجتماعي.

  • ردّ الفعل المعتاد:

قد يبرز ردّ الفعل القلقي لدى بعض الأشخاص عند التعرّض لمواقف أو أشخاص أو أشياء تثير الغضب أو تسبّب القلق وقد يُعاود ردّ الفعل هذا من جديد عند مواجهة أو مجرّد التفكير ثانيةً بالموقف أو الشخص أو الشيء المسبّب للإضطراب القلقي.

  • الإجهاد:

ترتبط التجارب الحياتية المجهدة بتكوين بعض أنواع إضطرابات القلق وبخاصة إضطراب الإجهاد ما بعد الصدمات.

العلاج:

يمكن معالجة إضطراب القلق بشكل فعال ومع أن كل نوع من الاضطرابات له ميزاته الخاصة إلا أن العديد من المصابين بإضطراب القلق يتجاوبون بشكل جيد مع العلاجات النفسية و/أو الأدوية وتكون للعلاجات التي تجمع المعالجة النفسية و الأدوية معا نتائج أفضل و طويلة الأمد.

تتضمّن العلاجات الفعّالة لاضطراب القلق التالي:

  • المعالجات النفسية: مثل المعالجة السلوكية الإدراكية تهدف إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك والمعتقدات المسبّبة للقلق. كما يمكن أن يتضمّن العلاج تعريض الشخص تدريجياً للمواقف التي تثير قلقه (إزالة التحسّس).
  • السيطرة على القلق واستخدام تقنيات الاسترخاء.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب تلعب دوراً مهماً في علاج بعض أنواع إضطراب القلق، كما تلعب دوراً مهماً في علاج الإكتئاب المرتبط بهذه الإضطرابات أو المسبب لها.
  • الأدوية المضادة للقلق والتي تؤثر بشكل خاص في نظام الناقلات العصبية في الدماغ تعتبر مفيدة في بعض الأحيان.
  • يشكل الدعم و التعليم من جهة، وتفهم المجتمع من جهة أخرى جزء أساسي من العلاج

لا تؤدي هذه الأدوية للشفاء من إضطراب القلق ولكن تساعد على التحكم بالأعراض بالترافق مع إتباع الشخص للعلاج النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى