الأساليب التربوية والشخصية النرجسية

د / إسراء محمد
أخطاء تربوية يمكن أن تصيب الأبناء باضطراب الشخصية النرجسية
أجمع خبراء الصحة العقلية على أن النرجسية باتت أكثر انتشارا ووضوحا في الحياة اليومية من أي وقت مضى، فقد رصدت دراسات ارتفاعا ملحوظا في ظهور ملامح الشخصية النرجسية بنسبة 30% بين الشباب، وذلك بالتزامن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للفردية وتعزيز الأنا.
ويقصد الخبراء بذلك النرجسية التلقائية التي هي مجموعة صفات ربما تكون موجودة لدى الكثيرين، كالأنانية والاهتمام بالصورة والشعور بالحاجة إلى تصدر المشهد واحتلال القمة والفوز باهتمام الآخرين وإعجابهم.
لكن الباحث البريطاني المتخصص في اضطراب الشخصية النرجسية تينيسون لي يرى أنه عندما تتسبب هذه النرجسية الطبيعية في نوع من المعاناة أو المصاعب للغير يتم تشخيصها باعتبارها “اضطراب الشخصية النرجسية” أو (إن بي دي) (Narcissistic Personality Disorder) كأحد أخطر 10 اضطرابات في الشخصية.
واضطراب الشخصية النرجسية حالة ذهنية تسيطر على حوالي 1% من الناس، فتصيبهم بجوع لا يشبع للبقاء في بؤرة الاهتمام يجعلهم يبالغون في العناية بصورتهم ومظهرهم الجسدي والحديث عن إنجازاتهم ومواهبهم، ويفقدون التعاطف مع الآخرين، ويصابون بالتوتر والاكتئاب وربما العدوانية إذا لم يعاملوا بالطريقة التي يتوقعونها.
معايير مهمة
يشير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية إلى أن الشخص المصاب بـ”إن بي دي” لا بد أن تتوافر فيه خمسة معايير من المعايير التالية، وهي:
ازدراء الناس،
والتقليل من شأنهم،
والابتعاد عن الفقراء،
والحاجة المفرطة للحصول على الإعجاب بصرف النظر عن الإنجازات الفعلية،
والغطرسة،
والأنانية،
والحق في معاملة خاصة،
وتوقع الطاعة المطلقة من الخاضعين له.
ومن أبرز سمات المتغطرس وأخطرها عدم التعاطف مع الآخرين،
وعدم القدرة أو عدم الرغبة في إدراك احتياجاتهم ومشاعرهم،
والحديث الدائم عن النفس والشعور بالعظمة،
وتضخم الذات والتفوق الشخصي على الغير،
والإدراك الذاتي لدى الشخص النرجسي لكونه فريدا مرموقا تربطه علاقات بالأشخاص والمؤسسات رفيعة المستوى.
كذلك الحسد الشديد لغيره،
والاعتقاد بأن الجميع يحسدونه،
وتصرفه كطفل يفتعل الغضب لجذب الانتباه،
إلى جانب سيطرة أوهام القوة والذكاء والجاذبية والثقة بالنفس، مقابل تقدير متدن للذات لا يتحمل أي انتقاد،
بالإضافة إلى استغلال من حوله -بمن فيهم أفراد أسرته- لتحقيق مكاسب شخصية
الأخطاء التربوية
لا تزال أسباب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروفة على وجه الدقة وإن كانت بعض النظريات حاولت تفسيرها بحساسية الطفل المفرطة منذ الولادة، والبعض الآخر أرجعها إلى سبعة أخطاء تربوية يقع فيها الوالدان عند تنشئتهما لأطفالهما :
- كالتدخل الزائد في شؤونهم
- والتقييم المفرط لتصرفاتهم، أو على العكس من ذلك الإعجاب الزائد وغير الواقعي بكل ما يصدر عنهم.
- بالإضافة إلى السلوك غير المتوازن وغير المتوقع في الثواب والعقاب،
- والأخطر منه الإيذاء النفسي الذي يساهم في تكوين ردود فعل خاصة واهتمام زائد بالذات وبحبها،
- أيضا الإطراء الزائد من الكبار للصفات الجسمية للصغار،
- كذلك التشجيع الزائد للسلوك الجيد والتوبيخ الزائد للسلوك السيئ،
- وأخيرا، العلاقة المضطربة مع الوالدين والتي تؤدي إلى شعور الطفل بأنه بلا قيمة، وأنه غير مرغوب فيه.
إمكانية العلاج
من الممكن أن تؤدي أعراض “إن بي دي” الحادة إلى إضعاف القدرات العقلية والنفسية للشخص بشكل يعيق تطويره لعلاقات إنسانية ذات معنى، كالصداقة والقرابة والزواج، كما تضعف قدرته على العيش كإنسان اجتماعي، سواء في العمل أو في الحياة اليومية.
ويقول د. تينيسون لي “إن علاج اضطراب الشخصية النرجسية ليس بالأمر السهل على الإطلاق، إنه شكل من أشكال العلاج النفسي الصعب، لأن إقناع المريض بوجود مشكلة لديه أمر صعب جدا، فهو يعتقد أن الآخرين يتحملون المسؤولية”، لذا يتمحور علاج اضطراب الشخصية النرجسية بشكل أساسي حول العلاج النفسي المعرفي أو العلاج بالكلام.
ووفقا أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر الدكتور محمد المهدي
- يجب تجنب النفخ بالإطراء والمديح في ذات الشخص النرجسي المنتفخة مسبقا، لأن هذا يضره ويساهم في تضخيم الاضطراب بداخله.
- وفي الوقت نفسه، يجب عدم مبادرته بالنقد والتقليل من رؤيته لنفسه، خاصة في بدايات تعاملنا معه، ولكن علينا أن نطمئنه بأننا لا نهدف لجرحه،
- ثم نأخذه إلى مساحة الواقع والموضوعية ولا ندع له فرصة لاستغلالنا،
- ثم نطرح عليه الأسئلة ونطلب منه الإجابات لنضعه في مواجهة الحقائق بدلا من العيش في الخيالات والأوهام،
- ونحمله المسؤولية المباشرة دون إعطائه فرصة لجعلنا ضحايا لطموحاته وأحلامه المتضخمة والزائفة.
آليات التعامل
برأي د. المهدي فإنه إذا كنا مضطرين للتعايش مع شخص نرجسي والتعامل معه فليكن ذلك ولكن بأقل قدر من الخسائر، لأننا غالبا لن نستطيع تغييره، لكن يمكننا التعامل معه عبر آليات عدة، مثل:
- “التجنب” إذا لم يكن ذا أهمية في حياتنا،
- أو “الاحتفاظ بمسافة” بيننا وبينه لا تسمح له باستغلالنا أو توظيفنا توظيفا خاطئا لصالحه.
لكن عزاءنا أن برنت روبرتس أستاذ علم النفس بجامعة إلينوي يبشرنا بأن الزمن جزء من العلاج، فيقول “في الواقع أن كبار السن أقل نرجسية من الشباب“، مضيفا أن “النرجسية تتراجع بشكل كبير مع التقدم في السن”.
تعزيز الصحة النفسية للأطفال
أغلب الآباء يهتمون بالصحة الجسدية لأطفالهم، و حريصون على زيارة الطبيب والمتابعة والحصول على التطعيمات، وتناول طفلهم للطعام الصحي، و الحرص على التطور الأكاديمي لطفلهم… لكنهم يغفلون عن الاهتمام بالجانب النفسي والصحة النفسية لأطفالهم.
بينما الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب. ويمكنك اتخاذ خطوات للمساعدة في الحفاظ على صحة طفلك عقليًا قدر الإمكان
الصحة النفسية للأبناء تبدأ عندما يهتم الآباء بصحتهم النفسية:
من أجل الحفاظ على صحة طفلك النفسية والعقلية عليك :
- الاهتمام بصحتك النفسية أولًا لخلق بيئة نفسية صحية لطفلك.
- أنت نموذج لطفلك:
- أعلم أن الأطفال يتعلمون منك كيفية التعامل مع المواقف المسببة للتوتر والقلق من خلال ملاحظتك وقت الاسترخاء وتجربتك لطرق التخلص من القلق والتوتر. لذا كن قدوة لهم ونموذج إيجابي في كيفية التعامل مع المواقف التي تسبب التوتر والعصبية.
النتائج المترتبة على عدم الاهتمام بالمشكلات النفسية عند الوالدين:
عندما لا تنتبه إلى مشاكل الصحة النفسية ولا تعالجها قد يحدث التالي:
- يكون أطفالك أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نفسية.
- قد يجعل الحياة الأسرية غير متسقة ومضطربة.
- يؤثر أيضًا على قدرتك على تأديب أطفالك وقد يجهد علاقتك مع شريكك أو أفراد الأسرة الآخرين.
- كل ذلك قد يؤثر بالسلب على الصحة النفسية لطفلك و لك.
أهم المشاكل النفسية عند الأطفال :
من أكثر المشاكل النفسية شيوعًا عند الأطفال التالي:
- اضطرابات القلق.
- اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه.
- اضطرابات السلوك التخريبية.
- اضطرابات الإخراج.
- الاضطرابات العاطفية (المزاجية).
- اضطرابات الأداء الاجتماعي في الطفولة أو المراهقة.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الأكل.
كيفية الاهتمام بالصحة النفسية للطفل وطرق علاجها:
من المهم التعرف على المشاكل النفسية فور حدوثها حتى يسهل علاجها ولا تتطور وتصبح من الصعب علاجها فيما بعد. لكن عليك الانتباه إلى التفرقة ما بين إذا كان الطفل يعاني من مشكلة حقيقية خطيرة تحتاج إلى التدخل أم أنها تغيير في سلوك الطفل مؤقتًا بسبب تعرضه لبعض الضغوطات اليومية. على سبيل المثال قدوم طفل جديد للأسرة أو الذهاب إلى مدرسة جديدة.
أما إذا لاحظتي تغيير في شهية الطفل أو أعراض الانسحاب الاجتماعي، و أعراض القلق والخوف المرضي من أشياء لم يكن يخاف منها، أو التبول اللاإرادي أو تكررت أفكار للموت وإيذاء الذات، حينها يتوجب التدخل و زيارة المختصين
- بناء علاقة إيجابية مع الطفل:
اخلق شعورًا دافئًا مع طفلك، و احرص على أن تكون العلاقة بينكما علاقة إيجابية تزيد من ثقة الطفل بنفسه و تجعله يثق في الآخرين.
- تعزيز المرونة:
المرونة ضرورية للتغلب على تحديات الحياة، حيث أن الترابط و مساعدة الآخرين و مواجهة المواقف تزيد من المرونة.
- منح الطفل الخصوصية:
من الضروري في تعزيز الصحة النفسية، منح طفلك الخصوصية. و ألا تتحدث عن مشكلة تواجهه مع أفراد الأسرة أو الأقارب إلا بإذنه. إلا إذا كان صغيراً لا يدرك و لكن أيضًا لا يصح التحدث عن مشكلاته أمامه.
- تنمية احترام الذات:
يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه يمكنهم التغلب على التحديات وتحقيق الأهداف من خلال أفعالهم. وذلك من خلال النجاح الأكاديمي و تنمية مواهبه
كل ذلك يساعد الأطفال على الشعور بالكفاءة والقدرة على التعامل مع التوتر بشكل إيجابي.
- قدم لطفلك تشجيعًا حقيقيًا وواقعيًا.
واحذر المدح المبالغ به. فإن قول عبارات مثل “أنت أذكى طفل في المدرسة بأكملها” لن يساعد طفلك على تنمية احترامه لنفسه بشكل صحي. كما ينبغي عليك تجنب مدح الأشياء التي لا يمكنهم التحكم بها، مثل مظهرهم أو مدى ذكائهم. بدلاً من ذلك امدح جهودهم وابتعد عن المدح المبالغ به.
- شجع طفلك على الاستقلال بذاته:
تزداد ثقة الطفل بنفسه عندما يكون قادر على القيام بالأشياء بنفسه.
- علم طفلك كيف يدير حديث إيجابي مع نفسه:
ساعد طفلك على إجراء حديث صحي مع النفس. عندما يقول طفلك لن أجيد الرياضيات أبدًا، فلا تقع في خطأ قول ”بالطبع ستفعل ذلك.” فهذا لن يساعده على إجراء حوار إيجابي مع النفس. عندما يقول طفلك أشياء سلبية، اطرح أسئلة مثل، “ما الذي يمكنك فعله ليتحسن الوضع في الرياضيات؟” ساعد طفلك على استخلاص استنتاجات إيجابية.
- تنمية العلاقات الاجتماعية:
العلاقات الاجتماعية مهمة أيضًا لتعزيز الصحة النفسية للطفل. فإن وجود أصدقاء والحفاظ على التواصل مع الأصدقاء والأحباء يمكن أن يعزز الصحة العقلية والنفسية للطفل.
- تعزيز العلاقات الأسرية الصحية:
تعتبر العلاقة التي تربط الأطفال بوالديهم أمرًا حيويًا، ولكنها ليست العلاقة الوحيدة التي تهمهم. سيكون للطفل السليم نفسيًا العديد من العلاقات مع أفراد الأسرة الآخرين، مثل الأجداد وأبناء العم، وكذلك مع الأصدقاء والجيران. (٤)
- اقضِ وقت مسليًا مع طفلك:
من سبل تعزيز الصحة النفسية للطفل هو اللعب معه وقضاء وقت ممتع معه. اقضِ بعض الوقت الممتع بصحبة طفلك بعيدًا عن ضغوطات العمل و ألعب مع طفلك. حيث أثبتت بعض الدراسات أن
الانخراط في اللعب الصحي يمكن أن يفيد كثيرًا في زيادة معدل سعادة الطفل و تقل فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، يعد الضحك واللعب معًا مسكنات رائعة للتوتر لك ولطفلك. إنها أيضًا طريقة رائعة لنسيان تحديات الحياة لبعض الوقت والاستمتاع ببعضكما البعض.
- توفير بيئة مدرسية آمنة :
أيضًا توفير بيئة مدرسية إيجابية وآمنة. يعد الشعور بالأمان أمرًا بالغ الأهمية لتعلم الطلاب وصحتهم النفسية. عزز السلوكيات الإيجابية مثل الاحترام والمسؤولية واللطف. و امنع السلوكيات السلبية مثل التنمر والتحرش. قدم قواعد سلوك سهلة الفهم وممارسات انضباط عادلة وتأكد من وجود شخص بالغ في المناطق التي بها أطفال مجتمعين مثل الممرات والكافيتريات وغرف تبديل الملابس والملاعب. علِّم الأطفال العمل معًا لمواجهة المتنمر، وشجعهم على التواصل مع أقرانهم المنطويين.
- شجع على مساعدة الآخرين:
يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه يمكنهم إحداث فرق. لذا تبني السلوكيات الاجتماعية يزيد من احترام الذات، وتعزيز الترابط، وتعزيز المسؤولية الشخصية، وتوفر فرصًا للرغبة في مساعدة الآخرين والمشاركة في تعزيز كونك جزءًا من المجتمع.
- شجع الصحة البدنية الجيدة:
الصحة الجسدية الجيدة تدعم الصحة العقلية الجيدة. عادات الأكل الصحية والتمارين المنتظمة والنوم الكافي تحمي الأطفال من ضغوط المواقف الصعبة. كما أن التمارين المنتظمة تقلل المشاعر السلبية مثل القلق والغضب والاكتئاب.
كما أن اتباع نظام غذائي صحي، والنوم الجيد ليلاً له تأثير كبير على الصحة النفسية للطفل.
- توعية وتثقيف المعلمين وأولياء الأمور:
تثقيف الموظفين وأولياء الأمور والطلاب حول أعراض مشاكل الصحة العقلية والمساعدة في حلها. تساعد المعلومات في كسر وصمة العار المحيطة بالصحة العقلية وتمكن البالغين والطلاب من التعرف على وقت طلب المساعدة. يمكن لأخصائيي الصحة النفسية في المدارس تقديم معلومات مفيدة عن أعراض اضطرابات مثل الاكتئاب أو خطر الانتحار. يمكن أن يشمل ذلك عرض بعض الأعراض الغير شائعة بالنسبة لهم لبعض الاضطرابات مثل الانسحاب الاجتماعي، وانخفاض الأداء الاجتماعي والأكاديمي، والسلوك غير المنتظم أو المتغير، وزيادة الشكاوى الجسدية. (٢)
- كن منظمً
ا
يحب الأطفال التنبؤ بما هو قادم. فيريدون معرفة النشاط الذي سيقومون به بعد ذلك، وما هي العواقب التي سيواجهونها إذا انتهكوا القواعد، وما هي الامتيازات التي سيحصلون عليها مقابل السلوك الجيد.
فعند الانتقال إلى مدينة جديدة أو خوض تجربة الطلاق يمكن كل ذلك أن يخلق فوضى وتغييرات كبيرة صعبة على الأطفال. من الشائع بالنسبة لهم الانسحاب، أو الشعور بالقلق. لذا إن الحفاظ على الانضباط المستمر والتأكد من أن أطفالك يعرفون ما يمكن توقعه يومًا بعد يوم سيساعدهم على إدارة عواطفهم. ساعدهم في تلك التغييرات بأن توفر روتينًا يوميًا، واحتفظ بالتقويم، وخطط ليوم ممتع للعائلة كل أسبوع.
- لا تدخل المعارك بدلًا عن أطفالك:
في حين أنه من المهم حماية طفلك من الصدمات مثل الإساءة والبلطجة، لا يمكنك منع طفلك من التعرض للضغط. الإجهاد هو جزء طبيعي من الحياة وتعلم كيفية التعامل معه بطريقة صحية الآن سيؤهل طفلك للنجاح في المستقبل.
على سبيل المثال ، لا بد أن يكون لديهم خلافات مع الأصدقاء وفشل الواجبات المنزلية في وقت أو آخر. امنح أطفالك المهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع هذه الظروف الآن من أجل بناء قوتهم العقلية.
- علم طفلك طرق التعامل مع التوتر
علم أطفالك طرقًا صحية للتعامل مع التوتر. قد يعني هذا قضاء المزيد من الوقت معًا والتحدث عما يزعجهم. اتبع توجيهات طفلك بشأن مقدار الكلام الذي يريد القيام به. قد يؤدي الحديث كثيرًا في بعض الأحيان إلى زيادة التوتر والقلق.
ساعد أيضًا طفلك على تخصيص أنشطة تخفيف التوتر لديه. في حين أن أحد الأطفال قد يخفف التوتر من الكتابة في دفتر يوميات، بينما قد يرغب طفل آخر في الاتصال بصديق عندما يشعر بالضيق. لذلك حدد مسبقًا مع طفلك بعض الأشياء التي يمكنه القيام بها للحفاظ على مستويات التوتر لديهم تحت السيطرة في أوقات الازمات
- احذر من تلك العلامات:
بعض الأطفال يكونون بطبيعة الحال خجولين قليلاً أو أكثر تشاؤماً من غيرهم. هذا ليس بالضرورة مشكلة. ومع ذلك هناك خيط ما بين تحول النضالات العادية إلى سبب للقلق.
لذا إذا لاحظت أن طفلك يشعر بالحزن أو القلق الشديد بشأن المواقف العادية مثل مقابلة أشخاص جدد، فقد تكون هناك مشكلة. أو إذا لاحظت تغير في مزاج طفلك لمدة أسبوعين أو أكثر قد يكون علامة لوجود مشكلة أيضًا. يمكنك مراقبة طفلك لتعلم إذا كان يعاني من مشكلات في التركيز وعدم القدرة على الجلوس ثابتًا بلا حراك لفترة طويلة.
- اطلب المساعدة من المختصين:
تشير الاحصائيات أن 21٪ فقط من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية هم من يتلقون العلاج بالفعل. مما يعني أن الغالبية العظمى من الأطفال لا يحظون على المساعدة اللازمة
قد يظهر الشخص النرجسي وكأنه واثقًا في نفسه إلى حد الغرور وربما يبدو دائم الإدراك لمبتغاه، لكن هذا لا يغطي حقيقة أنه الآخر قد يصيبه الاكتئاب. اضطراب الشخصية النرجسية هي حالة مُعقدة تتميز بشعور الفرد بالأهمية البالغة والحاجة الملحة لأن يكون محط الانتباه والتعظيم، إلى جانب افتقاره الشعور بالتعاطف تجاه الآخرين.
قد تتضمن الأعراض شعور الفرد بالعظمة واعتماده عقلية الضحية، إلى جانب العجرفة والتلاعب بالآخرين. نظرت إحدى الأبحاث إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه الأنماط السائدة، ووجدت أن الإهمال العاطفي والعنف الذي تعرض لهما الفرد عندما كان طفلًا أو التنشئة المتزمتة كلها عوامل محفزة للإصابة بهذا الاضطراب.
عندما لا يستجيب العالم الحقيقي إلى امتداد توقعات الشخصية النرجسية أو يعكسها، قد يصاب الشخص النرجسي بالاكتئاب، لكن اكتئابه قد يأتي في صورة تختلف قليلًا عن الاكتئاب المرضي